الخميس، 1 يونيو 2017

إفلاس فني أم مغامرة مضمونة النجاح؟.. 10 مسلسلات مقتبسة من أفلام شهيرة بالفعل

إفلاس فني أم مغامرة مضمونة النجاح؟.. 10 مسلسلات مقتبسة من أفلام شهيرة بالفعل


هي ظاهرة تستحق التوقف أمامها طويلاً والنظر إليها بتمعن، فمع البذخ الإنتاجي للشبكات الهوليودية والبريطانية التي تنتج مسلسلات جديدة كل عام، أصبحت الشبكات تلجأ إلى مغامرة مأمونة النجاح وهي تحويل أفلام حازت من الشهرة مبلغاً كبيراً، إلى مسلسل قد لا يداني أي نجاح أو تميز درامي للفيلم، وقد يستطيع أن يثبت ذاته ويخرج من عباءة الفيلم المستوحى منه، لينافسه على قلب الجمهور ويرفض تماماً أن يكون مجرد بضاعة بائرة لتاجر مفلس.


إليكم اختياراتنا لعشرة مسلسلات تم إنتاجها بعد نجاح الأفلام المستقاة منها، نناقش فيها مدى حضور وتميز تلك التجارب الدرامية من عدمها، وهل تفوقت على الأفلام المأخوذة منها أم خسرت جمهورها أيضاً.




Fargo






لا يمكن لأي عاشق للسينما أن يُسقط عام 1996 من ذاكرته، بل سيظل حاضراً حيث أبدع فيه الأخوان جويل وإيثان كوين تحفتهما Fargo.

أثار الفيلم جدلاً واسعاً بسبب عدم تأكد المشاهدين من كون الأحداث حقيقية كما ذُكر في افتتاحيته. وقد زادت الحيرة بإجابة الأخوين كوين حين ادّعيا أنها مستوحاة من حادثة قتل، لكنهم أضافوا البعد الدرامي إليها.

لا يمكن اختزال الفيلم في خانة الإثارة والجريمة، فقد نسجه الأخوان كوين بطريقتهما المغردة خارج السرب، التي جعلت المشاهدين مأسورين بالأحداث السهلة البسيطة، حتى اندمجوا معها بشدة حتى فوجئوا أن الفيلم قد انتهى.





حتى أتى النجم الدنماركي مادس ميكلسن عام 2013 لخوض هذا التحدي دون أن يقع في فخ تقليد هوبكنز، وذلك في مسلسل Hannibal، الذي أعاد رسم الشخصية بالكامل وأعطاها بعداً فلسفياً دسماً قد لا يستسيغه الكثيرون، وهذا ما جعل شبكة NBC تعزف عن إكمال إنتاجه بعد أن اختتمت موسمه الثالث، وذلك بسبب نسب المشاهدة المعقولة، لكنها كانت أقل من توقعات الشبكة، مما جعلها تتخذ هذا القرار المجحف، والذي حرمنا من استمرار هذا المسلسل المتميز.





Snatch






وصل جاي ريتشي إلى مصاف أبرع مخرجي أفلام الإثارة حالياً، بعد أن قدم فيلمه الأشهر Snatch عام 2000، فيما اعتبر النسخة البريطانية من رائعة تارنتينو Pulp Fiction.

لكننا لن نبالغ إن قلنا إنها كانت أكثر تماسكاً بشكل يجعلك تتسمر في مكانك من فرط اللهاث وراء الأحداث المتشابكة، ذات الطابع العصابي والكوميديا التلقائية، ثم يجمّع ريتش الأحداث بآخر نصف ساعة كقطع البازل حتى تكتمل الصورة الساخرة في النهاية، بحرفية وإتقان مدهشين تفوق كونه فيلمه الطويل الثاني فحسب، مع نجوم تميزوا في أدوارهم كبراد بيت وجيسون ستاثام وبينشيو ديل تورو.





وبجرأة يحسد عليها تصدّى الكاتب والمخرج أليكس دي راكوف هذا العام لإعادة صياغة الفيلم في مسلسل يستعين بنفس سمات سينما ريتشي، كالحوار السريع والأحداث المتشابكة وكوميديا الموقف وحركة الكاميرا السريعة، وبممثلين شباب كروبرت جرانت أحد أبطال سلسلة هاري بوتر.

لن نحمّل المسلسل فوق طاقته، في مقارنة ستميل كفتها إلى الفيلم بالتأكيد، لكنها محاولة واعدة تستحق المشاهدة لمحاكاة عالم ريتشي الجذاب.




Series of Unfortunate Events






في عام 2004 الذي يتذكره عشاق النجم متعدد المواهب جيم كاري بدوره اللامع في فيلم Eternal Sunshine of The Spotless Mind، قدم دوراً بارعاً آخر في فيلم المخرج براد سبيرلنج Series of Unfortunate Events المستوحى من سلسلة روايات للأطفال من تأليف دانيال هاندلر.

وقد أدى كاري الدور بشكل أشاد به النقاد والجمهور على السواء.





وحقق الفيلم شهرة كبيرة، حيث استطاع نقل الأجواء القوطية ببراعة جعلته يفوز بأوسكار أفضل مكياج، ويترشح لأفضل موسيقى.

كان من المقرر أن يتم أجزاء أخرى منه أسوة بسلسلة أفلام هاري بوتر لكن المشروع تعثر إنتاجياً، حتى عام 2016 حين اشترت شبكة Netflix حق تحويل السلسلة إلى مسلسل بنفس الاسم، ولكن هذه المرة تصدر للبطولة نيل باتريك هاريس، في مغامرة تفوّق فيها هاريس على نفسه، وخرج بها من عباءة شخصية بارني ستينسون التي لازمته واشتهر بها طوال تسع سنوات، مدة عرض المسلسل الكوميدي How I Met Your Mother، حيث لعب دور الكونت أولاف بإتقان متميز جعل المسلسل ينال استحساناً مماثلاً للفيلم، حتى لا تستطيع أن تقرر من منهما الأفضل فنياً، فيلم كاري أم مسلسل هاريس.





Scream






لا يمكن لأحد أن ينسى ذلك القناع أبداً الذي أصبح من أشهر سمات أفلام الرعب في التسعينات والألفية الجديدة، القناع الذي كان قبل صدور الجزء الأول من سلسلة أفلام الصرخة عام 1996، مجرد قناع هالويين عادي يرتديه الصبية والمراهقون، لكن حين ظهر القناع بالفيلم أصبح قريناً للرعب والفزع والقتل.

ورغم تشابه سمات أفلام القاتل المتسلسل، إلا أن كيفين وليامسون كتب السيناريو الخاص به بحرفية كبيرة، وهو ما شجع إمبراطور أفلام الرعب في الولايات المتحدة ويس كرافن أن يتحمس لإنتاج الفيلم.





لم يكن يتوقع أي منهما أن يحصد الفيلم ذلك النجاح الساحق الذي حققه، وأن يصبح بين عشية وضحاها أحد أشهر أفلام الرعب حينها، وحديث المراهقين في الولايات المتحدة. نجاح الجزء الأول شجعهم لإنتاج أجزاء أخرى، لم تلق نفس النجاح لكنها في المجمل صنعت سلسلة أفلام حفرت لنفسها مكاناً عند عشاق تلك الفئة.

ثم قررت شركة MTV أن تعيد إنتاج الفكرة مرة أخرى في مسلسل عام 2015 بنفس الحبكة والأفكار، ليس هذا فقط ولكن الأغرب أنهم استبعدوا قناع الشبح علامة السلسلة! لا تتوقع الكثير من المفاجآت في مسلسل كهذا، وهم لم يعدوا بالكثير، فقط دغدغة مشاعر محبي السلسلة السينمائية لمشاهدة حلقات بها الكثير مما أحبوا في الفيلم.

ومنتجو المسلسل لم يعدوا من البداية أنهم بصدد إنتاج مسلسل ضخم التكلفة ينافس على الغولدن غلوب أو الإيمي، هو مسلسل أبطاله من المراهقين وموجّه في الأساس لهم ولعشاق السلسلة، والذين يرغبون فقط في مشاهدة المزيد من الدماء والقتل، حتى لو لم يكن القناع الشهير موجوداً.




Rush Hour






في لقاء تلفزيوني صرَّح جاكي شان ذات مرة حين سُئل عن فيلم لو عاد به الزمن للوراء لم يكن ليشترك فيه فأجاب: ثلاثية Rush Hour.

الثلاثية التي أخرجها بريت راتنر عام 1998 وقام ببطولتها جاكي شان وكريس تاكر، وحققت نجاحاً بسيطاً حين تم عرضها، حيث رأى فيها محبي جاكي شان امتداداً للون الذي يحبونه في أفلامه، الأكشن الممزوج بالكوميديا والحركات السريعة والصعبة التي يؤديها بنفسه.





وهي سمة ثابتة كررها في كل الأفلام التي اشترك فيها تقريباً، المختلف أنه كان معه بطل آخر هو الممثل الكوميدي كريس تاكر، فكوَّنا ثنائياً يمكن أن نعتبره ناجحاً، لكن في المجمل، هي ثلاثية سينمائية لن تتوقف عندها كثيراً، وربما لن تتذكرها مطلقاً حين تسرد الأفلام التي أنتجت في السنوات التي ظهرت فيها الأجزاء الثلاثة.


أن تقوم شركة إنتاج بإعادة إنتاج الثلاثية مرة أخرى في مسلسل عام 2016، هو أمر فيه من الخراقة الكثير؛ فقد استثمرت شبكة CBS أموالاً لإعادة إنتاج سلسلة أفلام متوسطة النجاح، وأخرجت لنا مسلسل أقل نجاحاً من الأفلام الثلاثة، حيث لم يحوي أية مقومات قد تجذب أحداً لمشاهدته، فهو مجرد مسلسل مطاردات آخر مثل مئات المسلسلات الأخرى التي يتعثر المشاهد فيها كُل حين وآخر، ومن كثرتها لا يمكنه أن يحتفظ بأسمائها، فلماذا سيكون هذا المسلسل استثناءً؟

وبالفعل لم ينجذب محبو جاكي شان للمسلسل، لأنه لا يوجد إلا جاكي شان واحد، ولا أحد يمكنه القيام بما يقوم به أو انتحال دوره.





Limitless






ماذا سيحدث لو تمكنت من استخدام كافة قدراتك العقلية؟ تلك الفكرة الطازجة والصائبة علمياً؛ حيث إننا نستخدم جزء بسيطاً فقط من إمكانات عقولنا، استثمرها ألان جرين في روايته حقول مظلمة عام 2001، عن إيريك مورا الذي يحقن بعقار يمكنه من الاستفادة الكاملة من كل قدراته الذهنية، وقد تحولت عام 2011 إلى فيلم ممتع حقق شهرة واسعة من بطولة برادلي كوبر وروبرت دي نيرو.

هذه الشهرة أغرت شبكة CBS بإعادة إنتاج الفيلم في مسلسل عام 2015، تحت إشراف كريج سويني المتمرس في هذا اللون، والذي أخذ الفكرة التي نوقشت بالفيلم وقام بتغيير الأحداث والأمكنة، الأمر الذي جعل المسلسل ينتابه بعض المط والتطويل ليتناسب مع كثير من حلقات المسلسل الثلاثة والعشرين.





صحيح أن كوبر ظهر كضيف شرف، لكن أبطال هذا العمل كانوا وجوها جديدة تمكنوا من إمتاع الجمهور.

يحسب لصناع المسلسل أنهم لم ينجرفوا في موسم ثانٍ منه، حيث إنه لا يحتمل كل هذا التطويل، ومنعاً للطمع الكفيل بإفساد المسلسل وقلب الطاولة عليهم.




12 Monkeys






بعد 20 عاماً من تحفة تيري جيليام الديستوبية التي قام ببطولتها بروس ويليس ومفاجأة الفيلم الشاب براد بيت الذي قام بدور غريب الأطوار حصل به على الغولدن غلوب باستحقاق، قامت شبكة Syfy بإعادة إنتاجه عام 2015، في مغامرة جريئة لمحاكاة أجواء جيليام الفانتازية وفكرته النفسية شديدة التعقيد التي برع في طرحها بالفيلم.

حقق المسلسل نجاحاً معقولاً ونال ثناء وتشجيعاً من كتاب الفيلم، رغم امتعاض جيليام منه ووصفه بأنه مسلسل سخيف.





وفي المقابل أشار صنَّاعه بتقدير إلى المسرحية المأخوذ منها الفيلم والمسلسل خلال الأحداث، لكن المسلسل عانى من بعض التطويل أيضاً، رغم ذلك لم يزل يلقى قبولاً واستحساناً ونسب مشاهدة عالية، جعل الشركة تستمر في إنتاج مواسم جديدة منه.





Taken







حين ابتكر الفرنسي لوك بيسون، مبدع فيلم Leon، شخصية براين ميلز عميل المخابرات الأميركية المتقاعد، وعرضها على صديقه ومواطنه بيير موريل عام 2008، لم يكن يتخيل أن تطول السلسلة إلى ثلاثة أفلام نجحت في تحقيق أرباح طائلة تعدت المليار دولار.

وفي المقابل لم يتخيل الجمهور أن يقوم بكل هذه الإثارة الثعلب الأيرلندي القدير ليام نيسون، الذي أدى دوراً استعاد به شبابه، حتى طمع صناع الفيلم في استثمار نجاحه بإنتاج جزئين آخرين، لم يكونا على المستوى المطلوب، وإن رسخا شخصية ميلز وجعلاها مرتبطة شرطياً بليام نيسون.





ثم أرادت شبكة NBC أن تقتنص نفحات من هذا النجاح فقررت تحويل الفيلم إلى مسلسل هذا العام، يسرد خلفية ميلز المخابراتية قبل زواجه، وكيف اكتسب كل هذه المهارات القتالية، لكنه لم يقترب إلا على استحياء من تفوق الفيلم ونجاحه، بعد أن استعان بكليف ستاندين الممثل المساعد بمسلسل Vikings، لكنه لم يستطع ملء فراغ نيسون وأدائه. وما دمنا نتحدث عن شبكة قصيرة النفس مثل NBC، سبق لها ذبح مسلسل متميز مثل Hannibal لعدم تحقيقه نسب مشاهدة عالية حسب توقعاتها، لن يصعب علينا كثيراً توقع إلام سيؤول إليه مصير مسلسل كهذا.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/05/31/story_n_16894448.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات