السبت، 10 يونيو 2017

أنقذوا مصر من الإعدام

أنقذوا مصر من الإعدام


"ياللي عاش حبِّك يعلِّم كل جيل من بعد جيل
ياللي علمتينا دايما نلغي كلمة مستحيل"

لقد تربي جيل الثمانينات -الذي أنا منهم- على هذه الكلمات، كنا نسمعها في أعيادنا الوطنية بحماسة وفرح. أنا من جيل علموه في المدارس أن مصر هي كل شيء، كنت أصدق أنها حياتي، وأنني أحيا لأني فيها، وأني مميزة لأني منها، لم ألمح الشقاء على وجه أبي ولا الغربة التي كانت موطننا، كنا نعود من دول الخليج في الإجازات بلهفة إلى ترابها، لم يقل لنا أحد يومها: لقد سرقوها ونفوا أهاليكم خارجها بحثاً عن القوت في بلاد الآخرين.

يقول لي ووجهه يشرق في زيارة لا تتعدى الدقائق هامساً:
- أنا معايا زمايل في الزنزانة عارفين أنهم مروحين خلاص وشافوا في أحلامهم طريقهم بكره.

سألته وقلبي يكذب نفسه:
- مروحين، إفراج، بيوتهم يعني!

ردَّ وابتسامته تتسع وتنحسر في الوقت نفسه:
- عند اللي خالقهم مروحين!

هل يتخيل أحد كيف هو شكل انتظار الموت!


"ياللي فيكي الإنسانية والسماحة الربانية
كل واحد من ولادك في مجاله يساوي مية
ياللي عاش حبك يعلم كل جيل من بعد جيل"

في رمضان قبل 4 أعوام، كان الناس ينتظرون الموت في ميدان "رابعة العدوية"، اليوم في زنازين مصر هناك حفنة من الشباب ينتظرون الموت أيضاً.

لا أنسى وجه أم الشهيد وهي تقول: "ابني كان مسلِّم نفسه يوم الفض وفي مدخل عمارة صفوه هو وعشرة معاه.. كانوا متكتفين.. ليه يقتلوهم؟! كانوا مستسلمين!".

لماذا -يا مصر- تكررين نفسك وتنوين للشباب على الموت؟! أي مستقبل علينا أن ننتظره في هذا البلد الذي يُقتل خير من فيه؟!

كيف ستسهر الأم بجوار ولدها وهو يذاكر وهي تعرف أن بلاده تطارد الفائقين وتصفِّيهم وتترك الميدان للفشلة وحملة السلاح فقط؟!

الأحكام الأخيرة التي طالت 8 شباب في قضية واحدة وتم تأكيد حكم الإعدام عليهم ما بين طبيب ومهندس يا وطني! لم يفروا للخارج لم يتركوك للعسكر والآن يموتون فداء كلمة الحق التي قالوها، فداء الحرية التي طالبوا بها لنا جميعاً!

متى يخرج الناس لوقف هذا الظلم الذي سيطول الجميع؟!

يكتب أحدهم على صفحته في أحد مواقع التواصل الاجتماعي أن قريبته قد تعرضت للاختطاف ويطلبون من عائلتها فدية!

ثم كتب بعدها بيوم واحد أنها عادت لبيتها وقد قام أهلها بدفع الفدية التي طلبها خاطفها وهي 50 ألف جنيه!

وكأنهم تركونا في هذه البلاد وخرجوا وأغلقوا علينا الباب، قائلين: "العبوا مع بعض بهدوء واللي هيبص لفوق هنموته!".

الآن، لا أحد من عامة الشعب -الذي أنا منهم- يفكر في أي شيء يخص الثورة التي قتلوها أو السلطة التي اغتصبوها، لا نريد سوى حق الحياة، الناس اليوم تطلب فقط النجاة، بينما الهلاك يطلب الجميع باستثناء أهل السلطة والنفوذ.

يقتلوننا فزعاً؛ يقتلوننا همّاً؛ يقتلوننا جوعا!

أين الوطن الذي نشأنا نغني له ونحلم بتنميته؟! أين هذا الوطن؟! لماذا؟! وبأي ثمن باعه العسكر؟!

"إحنا بنعاهدك يا غالية من شباب حر وأصيل
نبني.. ننتج.. نعلى.. نسبق
كل خطوة بألف ميل"

لن يأتي سيدنا الخضر لينقذ هذا الوطن من الفواجع التي يحياها وسيحياها ما دام أهلها قد خرسوا من الرعب.

لن يخرج إلا من قلب هذا الظلام نوراً صارخاً يحطم السور ويخترق القيد ويمزق فلول عتمتهم التي أغرقت وطنى.

سيدفع الشعب ثمن صمته على قتل الثوار من بداية الثورة وحتى اليوم، حتى يصل لقاع القاع ولا يكون أمامه من سبيل الا صعود القمة وتمزيق الجناة من العسكر الذين خانوا هذا الوطن لصالح الصهاينة وصالح الفسدة من حكام الخليج.

أنقذوا مصر قبل أن يقتلوها شنقاً، أنقذوها حتى نغني لها من جديد..


ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/zeinab-saad/-_12014_b_17027332.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات