السبت، 10 يونيو 2017

اختيارات ترامب المريبة.. الرئيس الأميركي يستعين بمحامٍ في التحقيق الروسي تربطه علاقات بأعضاء في الكرملين!

اختيارات ترامب المريبة.. الرئيس الأميركي يستعين بمحامٍ في التحقيق الروسي تربطه علاقات بأعضاء في الكرملين!


يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كلما حاول الخروج من أزمة علاقته بالروس، أوقع نفسه فيها بشكل أكبر، فترامب لم يجد غير محامٍ له علاقات مع عملاء مرتبطين بالكرملين لكي يدافعوا عنه في قضية روسيا نفسها طرف فيها، ولا أحد يعرف لماذا.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، السبت 10 يونيو/حزيران 2017، إن محامي نيويورك المتحد، الذي اختاره ترامب لتمثيله في التحقيق المُتعلِّق بروسيا لديه عملاء رفيعو المستوى على صلاتٍ بالكرملين. وهو اختيارٌ صادم لرئيس يحاول الهروب من الغيوم المتواصلة التي تلاحق إدارته.

وأظهرت سجلات قضائية أميركية أنَّ من بين عملاء مارك كاسوفيتز أوليغ ديريباسكا، وهو ثري روسي وأحد المقربين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولديه أعمال تجارية مشتركة مع مدير حملة ترامب السابق. ويمثل كاسوفيتز أيضاً بنك سبيربنك، وهو أكبر بنك حكومي روسي، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وأدلى الخميس الماضي الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، جيمس كومي، بشهادته أمام الكونغرس، حول علاقة ترامب بالروس

وأفاد كومي، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب منه "الولاء التام".

وأضاف كومي في بيان افتتاحي، أنه سيشهد بأن "ترامب طلب منه وقف التحقيق حول مستشاره السابق مايكل فلين وعلاقاته بروسيا المتهمة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية".

وسيدعم كومي في شهادته تأكيدات الرئيس الأميركي بأنه أبلغ ترامب أنه "لم يكن قيد التحقيق".

وسيقول كومي إن "ترامب وصف مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية بأنها سحابة عابرة".

وسينظر التحقيق في مزاعم تدخل الكرملين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، الأمر الذي تنفيه موسكو مراراً وتكراراً.

ماذا كان في السجلات القضائية؟

ووفقاً للسجلات القضائية، فقد مثَّل كاسوفيتز أحد شركات ديريباسكا لسنواتٍ في دعوى مدنية في نيويورك، وكان من المقرر أن يترافع بالنيابة عن الشركة، يوم 25 مايو/أيار الماضي، بعد يومين من انتشار أخبار توكيله من قِبل ترامب. لكن ظهر محامٍ آخر من شركة كاسوفيتز للمحاماة في المحكمة يوم المرافعة بدلاً منه، ليتجنَّب كاسوفيتز بذلك سيناريو كان من شأنه أن يبرز عمله المُكثَّف لصالح عملاء روس رفيعي المستوى، بحسب الصحيفة الأميركية.

وقال شركاء كاسوفيتز في الشركة إنَّ كاسوفيتز، قد مثَّل ترامب في عدة مسائل لأكثر من عقد، قبل أن يشرع بالعمل مع شركة ديريباسكا أو سبيربنك.

وأصبح كاسوفيتز يوم الخميس الماضي، 8 يونيو/حزيران، الواجهة العلنية لهجوم ترامب المضاد على مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، مُشكِّكاً في مصداقيته، ومطالباً بالتحقيق مع كومي في تسريباتٍ عقب شهادته أمام الكونغرس.

وبينما يتولى كاسوفيتز أعلى الأعمال التي تولّاها حتى الآن لترامب مخاطرةً، قد يتسبب عملاء المحامي الروس في بعض التعقيدات.

ونقلت واشنطن بوست عن ستيفن غيلرز، الخبير في الأخلاقيات القانونية: "إذا أصبح سلوك عميلٍ روسي لدى الشركة، أو علاقة الشركة بترامب محل تحقيق، قد ينشأ نزاع".

وقال ديريباسكا إنَّ مُحقِّقي الكونغرس تواصلوا مع محاميه سعياً للحصول على معلوماتٍ عن تعاملاته التجارية مع بول مانافورت، مدير حملة ترامب خلال الانتخابات الرئاسية. وقبل عقدٍ مضى، استثمر ديريباسكا في صندوقٍ أنشأه في جزر كايمان، واشترى ذلك الصندوق أصولاً بالأساس في أوكرانيا.

العمل لصالح بوتين

وذكرت وكالة أسوشيتد برس، في مارس/آذار، أنَّ مانافورت قد "عمل سراً لصالح" ديريباسكا منذ 2006، للتأثير على السياسة والصفقات التجارية داخل الولايات المتحدة لصالح حكومة بوتين. ووفقاً لأسوشيتد برس، فقد وقَّع مانافورت عقداً سنوياً تبلغ قيمته 10 ملايين دولار، بدءاً من عام 2006، وأبقى على علاقاتٍ تجارية حتى عام 2009 على الأقل.

ونفى ديريباسكا التقرير، وقاضى وكالة أسوشيتد برس، في شهر مايو/أيار الماضي، بتهمة التشهير. ووفقاً لما جاء في الدعوى، قال ديريباسكا إنَّه "لم يكن له أي تنسيقٍ مطلقاً، سواء تعاقدياً أو غيره، مع مانافورت لتعزيز مصالح الحكومة الروسية". وقال ديريباسكا، في إعلانات بالصحف عقب القصة التي نشرتها أسوشيتد برس: "أود أن أنفي بشدة هذا الادعاء الكيدي وتلك الكذبة"، بحسب واشنطن بوست.

والتقى نائب رئيس البنك السابق، الذي يشغل الآن منصب المدير التنفيذي في "فنيشيكونومبانك"، وهو مؤسسة مالية حكومية روسية، بصهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وتُعتبر تعاملات كوشنر مع المسؤول المصرفي الروسي جزءاً من تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي في التنسيق المُحتمل بين موسكو وفريق حملة ترامب.

وقال غيلرز إنَّ شركة كاسوفيتز ينبغي عليها أن تراقب النزاعات المحتمل حدوثها، مضيفاً أنَّه إذا ظهر نزاعٌ واحد فمن المحتمل أن تضطَّر الشركة إلى التخلي عن أحد عملائها.

تاريخ ترامب مع المحامي

وقالت واشنطن بوست، إن ترامب وكَّل كاسوفيتز عام 2001 لإعادة هيكلة ديون الملاهي الليلية المملوكة لشركته باتلانتيك سيتي. وفي الآونة الأخيرة أقام كاسوفيتز دعوى قضائية ضد تيموثي أوبراين، بحجة أنَّ مؤلف كتاب "TrumpNation: The Art of Being the Donald" قد شهَّر بترامب، عبر تقليله لتقدير ثروة رجل الأعمال. وخسر ترامب القضية في 2011. وقال أوبراين لصحيفة واشنطن بوست العام الماضي، إنَّ ترامب لجأ إلى كاسوفيتز لأنَّه "لطالما فضَّل المحامين المشاكسين ومقاتلي الشوارع".

كاسوفيتز كتب أيضاً خطاباً خلال الحملة الانتخابية، مُهدِّداً بمقاضاة صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، لنشرها مقالاً ذكر أنَّ سيدتين اتهمتا ترامب بلمسهما بطريقة غير لائقة. وقال كاسوفيتز في ذلك الوقت: "إنَّ ذلك لا يعدو كونه مجرد جهودٍ سياسية للإضرار بترشُّح ترامب". ولم يجر رفع أي دعوى.

وتقول واشنطن بوست، إن السجلات في القضية تثبت علاقات ديريباسكا الوثيقة مع بوتين. فعندما واجهت شركة ديريباسكا أزمة مالية عام 2008 واحتاجت إلى تقديم ضماناتٍ لتغطية بعض التزاماتها، اتصل ديريباسكا هاتفياً ببوتين، الذي صرَّح لمؤسسة فنيشيكونومبانك الحكومية بمنح شركة ديريباسكا الضمانات لإنقاذها. واعترف ديريباسكا بهذا في السجِّلات القضائية.

وأدرجت مجلة فوربس عام 2008 ديريباسكا كتاسع أغنى رجل في العالم. وألغت الولايات المتحدة الأميركية عام 2006 تأشيرته لدخول البلاد، مستشهدةً بعلاقاته المحتملة بالجريمة المُنظَّمة. ونفى هذه الروابط، مدعياً أنَّ الادِّعاءات ما هي إلا جزء من محاولةٍ لتشويهه.

ويُعَد سبيربنك واحداً من رعاة مسابقة ملكة جمال الكون 2013 بموسكو، والتي أنتجها ترامب، الذي كان يمتلك المسابقة. وكان نائب رئيس البنك آنذاك هو سيرغي غوركوف، الذي اجتمع مع كوشنر، في ديسمبر/كانون الأول. وغوركوف، خريج أكاديمية جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، وهو الجهاز المحلي الذي خلف لجنة أمن الدولة السوفيتية السابقة (KGB)، وعُيِّن مديراً لـ"فنيشيكونومبانك"، في فبراير/شباط 2016.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/06/10/story_n_17032030.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات