الأحد، 13 أغسطس 2017

"13 سبباً للانتحار".. هل كانت سبباً للانتحار؟!

"13 سبباً للانتحار".. هل كانت سبباً للانتحار؟!

لاحظت إحدى الدراسات الحديثة ارتفاع معدلات البحث على الإنترنت عن الانتحار، من نوع "كيف تقتل نفسك؟" وما إلى ذلك، في الأسابيع التي تلت صدور سلسلة نتفليكس (13 سبباً للانتحار-thirteen reasons why).

دعني أولاً أنتحِ بك جانباً، ملقياً نظرة سريعة على هذه السلسلة. ترتكز السلسلة على حياة بعض المراهقين في المدرسة الثانوية، وتحديداً تلك الفتاة التي تنتحر تاركةً خلفها 13 شريطاً (كاسيت) سجلتها لأولئك الذين هم -كما تقول- مسؤولون عن انتحارها.

2017-08-05-1501963664-5897569-16473549_870515559717700_5115908864821214084_n.jpg

ولقد أثارت تلك السلسلة الجدل منذ أن تم عرضها أول مرة في 31 مارس/آذار، حيث أعرب بعض خبراء الصحة النفسية عن قلقهم من أنها تمجد الانتحار، كما أنها تبعد المراهقين عن طلب المساعدة، وعلى الجانب الآخر يعتبرها الكثيرون سبباً في رفع الوعي لدى المراهقين، فأيهما أصح بحق؟

للإجابة عن هذا السؤال، قام بعض الباحثين في جامعة ولاية سان دييغو بتحليل عمليات البحث على الإنترنت، في الولايات المتحدة، والتي شملت كلمة "الانتحار" في 19 يوماً بعد العرض الأول للسلسلة. وحتى تكون النتائج دقيقة، قدَّر الباحثون نسبة البحث الذي كان متوقعاً؛ إذ لم يتم إطلاق هذه السلسلة (النسبة الطبيعية للبحث).

وفي النهاية، وجدوا أن عمليات البحث عن الانتحار كانت أعلى بنسبة 19% مما كان متوقعاً، في الأسابيع التي تلت العرض الأول؛ مما يشير إلى عدد يتراوح بين مليون و1.5 مليون عملية بحث "انتحارية".

2017-08-05-1501964827-9088288-maxresdefault.jpg

والجدير بالذكر هنا أن الدراسة لم تقتصر فقط على البحث عن "الانتحار"، و"كيفية الانتحار" و"كيف تقتل نفسك؟"، حيث لاحظ الباحثون بالدراسة أيضاً زيادة في عمليات البحث المتعلقة بالوعي ضد الانتحار، بما في ذلك "رقم الخط الساخن لوقف الانتحار" و"كيفية منع الانتحار"، وما إلى ذلك.

كما كتب الباحثون في عدد 31 يوليو/تموز من مجلة جاما (JAMA) للطب الباطني:
"تشير تحليلاتنا عن سلسلة (13 سبباً للانتحار) في شكلها الحالي، على حد سواء، إلى زيادة الوعي بالانتحار، وأيضاً زيادة التفكير في الانتحار، ولكن الأخيرة عن غير قصد".

من المهم أيضاً أن نلاحظ أن الدراسة وجدت فقط علاقة بين العرض الأول للسلسلة وزيادة عمليات البحث عن الانتحار، ولكنها لم تؤكد أن ذلك هو السبب. ومع ذلك، تمكن الباحثون من حساب عدة عوامل؛ حتى لا تؤثر على النتائج.

على سبيل المثال، استبعدوا عبارات البحث التي أشارت إلى فيلم "Suicide Squad"، كما شملت عمليات البحث الفترة من 31 مارس/آذار إلى 18 أبريل/نيسان فقط؛ حتى لا تلتقط عمليات بحث تتعلق بانتحار هارون هيرنانديز، وهو لاعب سابق في اتحاد كرة القدم الأميركي، والذي انتحر في 19 أبريل/نيسان.

كما أن الدراسة لا تُثبت أن أي بحث عن الانتحار أدى فعلاً إلى محاولة انتحار، ولكن وجدت بعض الدراسات السابقة صلةً بين عمليات البحث المتعلقة بالانتحار ومحاولات الانتحار الفعلية.

2017-08-05-1501964192-5872098-md.png

وفي الختام، للحد من الآثار الضارة المحتملة من عرض السلسلة، يقترح الباحثون أن السلسلة يجب أن تتبع المبادئ التوجيهية الإعلامية لمنع الانتحار، كإزالة المشاهِد التي تصور الانتحار، وبدلاً من ذلك تُظهر في كل حلقة أرقام الخط الساخن للانتحار.


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/fouad-yaser-amer/13-_b_17688020.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات