استوقفتني هذه الآية طويلاً، وتأملتُ العديد من التفاسير، فما وجدتُ ما يشفي غُلَّتي، ويريح صدري.
ورغم وضوح الصورة والمثال في الآية فإنَّ ظَنِّي أنه لو اجتمعت قَرَائِحُ ومَوَاهِبُ أهل العلم والبلاغة والفصاحة، أولهم وآخرهم، سابقهم ولاحقهم، على قلب رجل واحد لِيُوَفُّوا هذه الآية حَقَّها مِنْ بيان وتفسير ما أَدَّوْهَا حَقَّهَا قط.
قال الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان: 27].
إن الله -عز وجل- يعلم أنَّ عقولنا يستحيل عليها أنْ تدرك قدرته، ويستحيل عليها أنْ تُلِمَّ بآياته في كَوْنِه، ولكي يُقَرِّبَ الرحمنُ المعنى لعقولنا القاصرة يضرب لنا مثالاً، فيتحقق فينا الفهم لمقصود الآية ومعناها الظاهر القريب دون الإلمام بكل المعاني، فيقع في قلوبنا المقصود وهو: أن كلمات الله وعلم الله وآيات قدرته وآيات خلقه لا يمكن إحصاؤها.
قال أصحاب التفسير الميسر في بيان هذه الآية: " ولو أنَّ أشجار الأرض كلها بُرِيَتْ أقلاماً، والبحر مداد لها، ويُمَدُّ بسبعة أبحر أخرى، وكُتِب بتلك الأقلام، وذلك المداد كلمات الله من علمه وحكمه، وما أوحاه إلى ملائكته ورسله؛ لَتَكَسَّرَتْ تلك الأقلام، ولَنَفِدَ ذلك الْمِدَادُ، ولم تَنْفَدْ كلمات الله التامة التي لا يُحِيطُ بها أحد".
إن كلام الله وعلم الله وآيات الله غير متناهية، في حين أنَّ البحار مهما كثرت واتسعت والأقلام مهما طالت وكثرت، فكلاهما البحار والأقلام مُتَنَاهٍ، لا بد سينفدان.
ولن أحاول أنْ أُضِيفَ شيئاً إلى ما قاله علماء التفسير، ولكني سأجتهد في البيان البلاغي لألفاظ الآية، لعل ذلك يكشف بعض مَكْنُونِها:
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
ملامح الصورة في الآية:
إن الآية ترسم صورة تعتمد اعتماداً كبيراً على إثارة خيال الْمُسْتَمِع لكي يتأمل الصورة ويتخيلها بأجزائها الكبيرة، فإذا أدرك هذه الصورة الكبيرة الواضحة أمامه اقترب المعنى لعقله، واتضح بشكله الظاهر دون الخوض في التفاصيل.
فليس المقصود أن يدرك المستمع التفاصيل، وإنما الهدف أن يدرك المعنى العام المقصود الذي ترمي إليه الآية، وهو أنَّ علم الله، وآيات الله، وكلماته أَبْعَدُ مِنْ أنْ تُحْصَى لأنها غير مُتَنَاهِيَة.
وتعالوا معي نتأمل ألفاظ وتراكيب الآية:
[ولو]: الواو تربط هذه الآية بما تقدم عليها من معاني قدرة الله في خلقه وآياته وملكوته في السماوات والآرض؛ إذ جاء ذكر السماوات والأرض قبل هذه الآية ست مرات كلها تتحدث عن خلق الله وآيات قدرته ونعمه على خلقه.
[أنما في الأرض]: (ما) اسم موصول أفاد شمول كل ما في الأرض من شجر.
[من شجرة]: جاءت (شجرة) مفردة نكرة، ولعل أفضل ما قيل في تعليل تنكيرها وإفرادها قول ابن عجيبة في البحر المديد: "وإنما وَحَّدَّ الشجرة؛ لأن المراد تفصيل الشجر وتَقَصِّيها شجرة شجرة، حتى ما يبقى من جنس الشجر ولا واحدة إلا وقد بُرِيَتْ أقلاماً".
[والبحر]: الواو حالية، (البحر) فسرها علماء التفسير بالبحر المحيط، وأرى أنها جاءت معرفة بـ (ال) الجنسية لإفادة عموم الجنس، أي: ولو أنَّ كل بحار الأرض وماء الأرض بحر واحد، ثم اجتمعت سبعة أبحر أخرى كُلٌّ منها مثله تَصُّب فيه.
[سبعة أبحر]: لا خلاف في أن العدد (سبعة) ليس مقصوداً بذاته، وإنما المقصود التكثير، كمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُ يَأْكُلُ فِي مَعِىٍّ وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ في سبعة أمعاء"
[ما نَفِدَتْ]: استعمل الفعل الماضي الْمَنْفِي (ما نفدت) ولم يستعمل المضارع المنفي (لا تنفد)، فإنْ قُلْتَ إنَّ المضارع يُفِيدُ التجدُّد والدوام، قلنا لك إنَّ الْمَاضي يدل على أنَّ عدم نَفَادِ كلمات الله حقيقة ثابتة مقطوع بها لا تتغير أبدا.
[كلمات]: جمع السالم من جموع القلة، فلماذا لم يقل كلام أو كَلِم الله؛ لأن جمع التكسير يفيد الكثرة؟!
والجواب: إن المقصود أن شجر الأرض لو بُرِيَ كله شجرةً شجرةً أقلاماً، ومَدَّتْها البحور كلها، فلن تَفِيَ بالقليل من كلام الله، فكيف سَتَفِي بالكثير؟!
وأسوق إليكم مثالاً آخر ضربه الله عز وجل في موطن آخر شبيه بهذا الموطن، ورمى إلى الهدف الذي ترمي إليه الآية التي بين يدينا وهو:
جاء في الحديث القدسي قول الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: "يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر".
هل سينقص المخيطُ البحرَ إذا غُمِسَ فيه ثم أُخْرِج؟
بالطبع لا، والمقصود أن خزائن الله لا تنفد؛ لأنها دائمة متجددة وغير متناهية.
ولقد جاء في سورة لقمان ذِكر السماوات والأرض قبل هذه الآية ست مرات، كلها تتحدث عن خلق الله، وآيات قدرته، ونعمه على خلقه، قال الله عز وجل:
- {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } [لقمان: 10].
- {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 16].
- {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} [لقمان: 20].
- {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [لقمان: 25].
- {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [لقمان: 26].
ثم جاءت الآية التي بين يدينا:
- {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان: 27].
لقد كشفت الآيات السابقة على هذه الآية عن بعض آيات قدرة الله في خلق السماوات والأرض، وفي خلقه الدَّوَاب والمطر والنبات، وعلم الله المحيط بكل شيء حتى أدق الأشياء المتناهية في الصغر، وتسخير الله الأرض والسماوات للإنسان وإسباغه نعمه عليه، وإقرار الإنسان بأن الخالق هو الله، وأن الله هو مالك السماوات والأرض ومن فيهن.
ثم جاء قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} في أسلوب خبري خيالي يبين للإنسان الْمَعاند الغرور أنَّ علم الله وآيات قدرته وكَلِمه والتي أشارت الآيات السابقة إلى بعضها غير متناهية.
هذا والله أعلم.
ورغم وضوح الصورة والمثال في الآية فإنَّ ظَنِّي أنه لو اجتمعت قَرَائِحُ ومَوَاهِبُ أهل العلم والبلاغة والفصاحة، أولهم وآخرهم، سابقهم ولاحقهم، على قلب رجل واحد لِيُوَفُّوا هذه الآية حَقَّها مِنْ بيان وتفسير ما أَدَّوْهَا حَقَّهَا قط.
قال الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان: 27].
إن الله -عز وجل- يعلم أنَّ عقولنا يستحيل عليها أنْ تدرك قدرته، ويستحيل عليها أنْ تُلِمَّ بآياته في كَوْنِه، ولكي يُقَرِّبَ الرحمنُ المعنى لعقولنا القاصرة يضرب لنا مثالاً، فيتحقق فينا الفهم لمقصود الآية ومعناها الظاهر القريب دون الإلمام بكل المعاني، فيقع في قلوبنا المقصود وهو: أن كلمات الله وعلم الله وآيات قدرته وآيات خلقه لا يمكن إحصاؤها.
قال أصحاب التفسير الميسر في بيان هذه الآية: " ولو أنَّ أشجار الأرض كلها بُرِيَتْ أقلاماً، والبحر مداد لها، ويُمَدُّ بسبعة أبحر أخرى، وكُتِب بتلك الأقلام، وذلك المداد كلمات الله من علمه وحكمه، وما أوحاه إلى ملائكته ورسله؛ لَتَكَسَّرَتْ تلك الأقلام، ولَنَفِدَ ذلك الْمِدَادُ، ولم تَنْفَدْ كلمات الله التامة التي لا يُحِيطُ بها أحد".
إن كلام الله وعلم الله وآيات الله غير متناهية، في حين أنَّ البحار مهما كثرت واتسعت والأقلام مهما طالت وكثرت، فكلاهما البحار والأقلام مُتَنَاهٍ، لا بد سينفدان.
ولن أحاول أنْ أُضِيفَ شيئاً إلى ما قاله علماء التفسير، ولكني سأجتهد في البيان البلاغي لألفاظ الآية، لعل ذلك يكشف بعض مَكْنُونِها:
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
ملامح الصورة في الآية:
إن الآية ترسم صورة تعتمد اعتماداً كبيراً على إثارة خيال الْمُسْتَمِع لكي يتأمل الصورة ويتخيلها بأجزائها الكبيرة، فإذا أدرك هذه الصورة الكبيرة الواضحة أمامه اقترب المعنى لعقله، واتضح بشكله الظاهر دون الخوض في التفاصيل.
فليس المقصود أن يدرك المستمع التفاصيل، وإنما الهدف أن يدرك المعنى العام المقصود الذي ترمي إليه الآية، وهو أنَّ علم الله، وآيات الله، وكلماته أَبْعَدُ مِنْ أنْ تُحْصَى لأنها غير مُتَنَاهِيَة.
وتعالوا معي نتأمل ألفاظ وتراكيب الآية:
[ولو]: الواو تربط هذه الآية بما تقدم عليها من معاني قدرة الله في خلقه وآياته وملكوته في السماوات والآرض؛ إذ جاء ذكر السماوات والأرض قبل هذه الآية ست مرات كلها تتحدث عن خلق الله وآيات قدرته ونعمه على خلقه.
[أنما في الأرض]: (ما) اسم موصول أفاد شمول كل ما في الأرض من شجر.
[من شجرة]: جاءت (شجرة) مفردة نكرة، ولعل أفضل ما قيل في تعليل تنكيرها وإفرادها قول ابن عجيبة في البحر المديد: "وإنما وَحَّدَّ الشجرة؛ لأن المراد تفصيل الشجر وتَقَصِّيها شجرة شجرة، حتى ما يبقى من جنس الشجر ولا واحدة إلا وقد بُرِيَتْ أقلاماً".
[والبحر]: الواو حالية، (البحر) فسرها علماء التفسير بالبحر المحيط، وأرى أنها جاءت معرفة بـ (ال) الجنسية لإفادة عموم الجنس، أي: ولو أنَّ كل بحار الأرض وماء الأرض بحر واحد، ثم اجتمعت سبعة أبحر أخرى كُلٌّ منها مثله تَصُّب فيه.
[سبعة أبحر]: لا خلاف في أن العدد (سبعة) ليس مقصوداً بذاته، وإنما المقصود التكثير، كمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُ يَأْكُلُ فِي مَعِىٍّ وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ في سبعة أمعاء"
[ما نَفِدَتْ]: استعمل الفعل الماضي الْمَنْفِي (ما نفدت) ولم يستعمل المضارع المنفي (لا تنفد)، فإنْ قُلْتَ إنَّ المضارع يُفِيدُ التجدُّد والدوام، قلنا لك إنَّ الْمَاضي يدل على أنَّ عدم نَفَادِ كلمات الله حقيقة ثابتة مقطوع بها لا تتغير أبدا.
[كلمات]: جمع السالم من جموع القلة، فلماذا لم يقل كلام أو كَلِم الله؛ لأن جمع التكسير يفيد الكثرة؟!
والجواب: إن المقصود أن شجر الأرض لو بُرِيَ كله شجرةً شجرةً أقلاماً، ومَدَّتْها البحور كلها، فلن تَفِيَ بالقليل من كلام الله، فكيف سَتَفِي بالكثير؟!
وأسوق إليكم مثالاً آخر ضربه الله عز وجل في موطن آخر شبيه بهذا الموطن، ورمى إلى الهدف الذي ترمي إليه الآية التي بين يدينا وهو:
جاء في الحديث القدسي قول الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: "يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر".
هل سينقص المخيطُ البحرَ إذا غُمِسَ فيه ثم أُخْرِج؟
بالطبع لا، والمقصود أن خزائن الله لا تنفد؛ لأنها دائمة متجددة وغير متناهية.
ولقد جاء في سورة لقمان ذِكر السماوات والأرض قبل هذه الآية ست مرات، كلها تتحدث عن خلق الله، وآيات قدرته، ونعمه على خلقه، قال الله عز وجل:
- {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } [لقمان: 10].
- {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 16].
- {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ} [لقمان: 20].
- {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [لقمان: 25].
- {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [لقمان: 26].
ثم جاءت الآية التي بين يدينا:
- {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان: 27].
لقد كشفت الآيات السابقة على هذه الآية عن بعض آيات قدرة الله في خلق السماوات والأرض، وفي خلقه الدَّوَاب والمطر والنبات، وعلم الله المحيط بكل شيء حتى أدق الأشياء المتناهية في الصغر، وتسخير الله الأرض والسماوات للإنسان وإسباغه نعمه عليه، وإقرار الإنسان بأن الخالق هو الله، وأن الله هو مالك السماوات والأرض ومن فيهن.
ثم جاء قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} في أسلوب خبري خيالي يبين للإنسان الْمَعاند الغرور أنَّ علم الله وآيات قدرته وكَلِمه والتي أشارت الآيات السابقة إلى بعضها غير متناهية.
هذا والله أعلم.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/mohamed-ragaei-elgebaly/-_12754_b_17633942.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات