الخميس، 31 أغسطس 2017

التجربة النبوية

التجربة النبوية

تأملت في بناء رسول الله صلى الله عليه وسلم وتربيته لذاك الجيل القرآني الفريد، جيل الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فبدا لي أنه أقام بناءهم النفسي والإيماني على ثلاثة أسس، تدرج فيها من الأهم فالمهم، مع حسن التوجيه والمتابعة وضرب المثل من نفسه الشريفة.

الأساس الأول: معرفة النفس، وبناء الكيان الإنساني المتخلي عن الرذائل، المتحلي بالمكارم؛ لا طلباً لمال ولا صيت ولا جاه، بل لأجل الترقي في مدارج العبودية!
فحدد لهم الطريق وبين لهم طبيعته ووضح غايته..
فالطريق: هو التزكية.
وطبيعته: المجاهدة.
وغايته: العبودية.

الأساس الثاني: معرفة الله، وبناء تلك المعرفة على تصور صحيح عن الذات العلية غير مشوب بتشبيه ولا تعطيل، وذلك لأن الله يستحق أن يُعرف بل ما خلقنا إلا لمعرفته عز وجل؛ ليُنعم علينا بنوال الرضى والتنعم بجواره في دار كرامته..
فبين لهم الطريق وحدد لهم طبيعته ووضح غايته..
فالطريق: هو المعرفة الحقة.
وطبيعته: بذل النفس لله.
وغايته: جوار الرحمن.

الأساس الثالث: معرفة الصلة بين الله والنفس، وضبط تلك العلاقة بالأحكام والتشريعات، وذلك لنعبد الله وفق مراده لا وفق الأهواء، لينال العبد سعادة الدارين ولتحقيق الخلافة عن الله!
فحدد لهم الطريق وبين لهم طبيعته ووضح غايته..
فالطريق: لزوم الأحكام.
وطبيعته: التسليم.
وغايته: الخلافة.

فمعرفة النفس.. بالتزكية.
ومعرفة الله.. بالإيمان.
معرفة الصلة.. بالأحكام!

وبهذه الثلاثية، الإسلام والإيمان والإحسان، بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمة، وما زالت التجربة النبوية قابلة للتطبيق، لكنها تحتاج لنفوس عظيمة وقيادة رشيدة!




ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/ahmad-aldamanhury/-_13102_b_17829600.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات