الجمعة، 29 سبتمبر 2017

الاكتئاب القاتل الصامت "3"| كيف نساعد المكتئب؟

الاكتئاب القاتل الصامت "3"| كيف نساعد المكتئب؟

بعد أن أصبح الاكتئاب، ذاك المرض ذائع الصيت، يخشاه مَن فهِمه أو مرَّ به، ويجهله البعض أو يسيئون فهمه- يظهر السؤال الأشهر، وهو عن الفرق بين المزاج السيئ والاكتئاب (الإكلينيكي) أو مرض الاكتئاب.

إذ كيف يكون الفرق بين من كانت لديه أسبابه مِن فقْد أو فشلٍ، ومن أصبح هكذا سيئ المزاج بلا سبب واضح؟

كيف أستطيع أن أحدِّد إذا ما كان هذا وضعاً طبيعياً يحتاج القليل من الدعم، وهذا الذي يحتاج مساعدة متخصصة؟

لهذا التفريق، وضعت شروطاً يتم تشخيص أي مريض بالاكتئاب من خلالها، وهي مبدئياً: أن الأعراض لديه لا يمكن تفسيرها بتعاطي عقار ما أو بسبب حالة مَرضية أخرى، وأن تكون انحرافاً عن المعتاد عند هذا الشخص (لو أن هذا الشخص ينام 10 ساعات في المعتاد فلا يعتبر أن نوم 10 ساعات زيادة في النوم، بينما نعتبره كذلك في شخص ينام 6 ساعات في المعتاد)، وأن تكون هذه الأعراض ممتدة أسبوعين على الأقل.

لتشخيص اكتئاب، يجب وجود هذه الأعراض أكثر من أسبوعين بالشدة نفسها، أو على الأقل 5 منها الأولى أو الثانية:

1. مزاج حزين طوال اليوم أو معظمه مع نقص التفاعل مع البيئة المحيطة (لا يتحسن مزاجه بالأخبار الجيدة)، وقد يكون المزاج أسوأ في الصباح ويبدأ بالتحسن في أثناء اليوم.
2. فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بكل أو معظم الأنشطة طوال أو معظم اليوم.
3. زيادة أو نقص ملحوظ في الوزن (أكثر من 5% من وزنه خلال شهر)، وهذا بسبب اضطراب الشهية.
4. زيادة أو نقص النوم بشكل ملحوظ، والأشهر في حالات الاكتئاب الاستيقاظ المبكر ساعتين أو ثلاثاً عن المعتاد، ولكن يحدث أحياناً زيادة في النوم.
5. زيادة كبيرة في الحركة (هياج) أو قلة شديدة فيها، وهذه يلاحظها أهله أو زملاؤه، وليست مجرد إحساس بالرغبة في الحركة أو الكسل.
6. قلة شديدة في القدرة على بذل مجهود وهمدان معظم اليوم.
7. شعور بالدونية أو شعور بالذنب غير منطقي وعنيف.
8. نقص شديد في التركيز.
9. فقدان الرغبة الجنسية.
10. أفكار متكررة عن الموت؛ بدايةً من تمني الموت، مروراً بالأفكار حول الانتحار، والتخطيط له، وانتهاءً بمحاولة الانتحار.

كما يمكن أن يكون الاكتئاب مصحوباً بأعراض فصامية كالضلالات والهلاوس، وتأتي غالباً هنا متماشيةً مع المزاج السيئ العام، فيكون المريض معتقداً بشكل يقيني أن ذنوبه هي سبب كل المصائب الموجودة ومؤمناً بأنه مسؤول عن كل هذا، فلا ينفي وجودُ هذه الأعراض الاكتئابَ، ولكنه في هذه الحالة يعني شدته.

معظم الأعراض السابقة يمكن ملاحظتها من المحيطين بالشخص المكتئب، ولذلك من المهم إدراك الأعراض؛ لمحاولة المساعدة، التي كلما كانت مبكرة كان هذا أكثر فائدةً وأقل تكلفة على كل المستويات.

ففي حالات الاكتئاب البسيط والمتوسط، يحتاج الشخص إلى دعم نفسي واجتماعي وعلاقات صحية داعمة متفهمة، وتكون الرياضة واستعادة بعض الهوايات القديمة له بمثابة الترياق، وقد يحتاج إلى علاج نفسي في الحالات متوسطة الشدة.

أما في حالات الاكتئاب الشديد، فتكون الاستعانة بطبيب نفسي ضرورة عاجلة وملحّة، وكلما كانت أسرع تجنَّبنا المضاعفات الخطيرة للاكتئاب.


أخيراً أقول: إن أي تأخير أو إهمال في مساعدة الشخص المكتئب، هو من سوء الصحبة أو الجهل، وسوء الفهم الذي نجتهد جميعاً لتصحيحه، وكل تعجيل بالمساعدة هو خير عظيم للجميع.


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/ahmed-fahmi/story_b_18136720.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات