الجمعة، 29 سبتمبر 2017

أحزابنا - شوفينية القومية الأكبر - الاستفتاء - مقترح لأنصار إسرائيل

أحزابنا - شوفينية القومية الأكبر - الاستفتاء - مقترح لأنصار إسرائيل

(1)

باستثناء كيدية (ب ك ك) وامتداداته تجاه الآخر الكردي المختلف تخويناً ورفضاً بالعنف وصراعه المستمر منذ ظهوره ومن طرف واحد مع القيادة التاريخية في كردستان العراق إلى درجة التعاون مع أعدائها، بدءاً بالنظام الديكتاتوري المقبور، ومروراً بحكومة المالكي، وانتهاء بالحشد الشعبي وتجسيده عقلية (أنا أو الطوفان) نقول: بخلاف هذا الاستثناء، إن تصعيد النضال الوطني الكردي في مختلف الأجزاء والبلدان والمساهمة الكردية الفعالة في الكفاح السلمي والثوري ضد الاستبداد ومن أجل الحرية والتغيير الديمقراطي في كل الأوقات سيساهمان بشكل مباشر وغير مباشر في دعم وإسناد البعض الآخر، بعكس ما يدعو إليه البعض من الأحزاب الكردية السورية الفاشلة من باب المزايدة بوقف الحياة السياسية هنا وهناك، وكأن قضايا الملايين رهن بقرارها، متناسية أن استفتاء تقرير المصير بكردستان العراق أحوج ما يكون الآن إلى التلاقي والتشاور حوله (وهي مع ب ي د تمتنع)، وذلك لتعزيز البعد الاستراتيجي القومي الصلب المتحرك فلا تتذرعوا بأسباب واهية؛ لتتهربوا من المسؤولية التاريخية، فشعبنا بلغ درجة من الوعي يستطيع تمييز الزائف من الأصيل.

(2)

تعقيباً على مقالة د. جلبير الأشقر التي تنضح بشوفينية القومية الكبرى "البارزاني وتقرير المصير: كلمة حق أريد بها باطل!" في موقع الحوار المتمدن، الذي تعرفت عليه خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وكان مسؤول التنظيم التروتسكي (الأممية الرابعة) في لبنان حينذاك، وأستاذ جامعي في باريس حالياً، ولأنه منع التعليق على مقالته بالموقع أنشر تعقيبي التالي:

السيد د. جلبير الأشقر بعد التحية: لسوء طالعكم أنتم معشر نخب القوميات السائدة الحاكمة المضطهدة للآخر القومي، ولحسن الحظ لم تعد هرطقات ماركسيي آخر زمن التحريفيين المفلسين فكرياً وثقافياً، ومزايدات القوميين الشوفينيين الذين أسقطت حقائق الحياة نهجهم الفاشل المدمر وأضاليل جماعات الإسلام السياسي التي خربت الأوطان على الأرض باسم السماء بذي أثر على العقول، وصاحبة دور على أرض الواقع، وأصارحك أكثر لن تنطلي بعد الآن كل الخدع السابقة منذ بدايات القرن العشرين وتغنيكم بالاشتراكية والشيوعية والعلمانية والإسلامية والمصير الواحد المزعوم على وطنيي ومناضلي وتقدميي وديمقراطي القوميات المظلومة المحرومة المنتهكة حقوقها حتى الإنسانية والكرد مثال من جانب أنظمتكم القمعية الاستبدادية أمام أنظاركم، وفي ظل سكوتكم، بل تباهيكم بكياناتكم (الوطنية) و(القومية) تضعون ألف شرط، ولكن على حق تقرير مصير شعب كردستان العراق بكرده وكلدوآشورييه وتركمانه وأرمنه وعربه ولا تحركون ساكناً تجاه دول الاستبداد وإرهاب الدولة، هل وضعتم فيتو يوماً على وجود دول عربية تحكمها المنظومات الاستبدادية والمافيات العائلية؟ هل طالبتم يوماً بإسقاط عضويتها من هيئة الأمم ومنظماتها لأنها غير شرعية؟ هل رفعتم شعار إسقاط تلك الأنظمة؟ هل تخليتم عن جنسياتها؟ كفى الكيل بمكيالين، ولا تخدعونا بعد الآن، وإنني هنا ووفاء للتاريخ وحتى أكون موضوعياً هناك الكثير والكثير من التيارات الفكرية والفئات السياسية والشخصيات الديمقراطية، وخصوصاً العربية، ما زالت صادقة مع نفسها ومع شعوبها وأستثنيهم بكل تأكيد.

(3)

ضيفي (الأجنبي) الموفد من مؤسسة إعلامية أوروبية بارزة إلى أربيل لتغطية الحدث الكردستاني الأهم في العصر الحديث، وبعد متابعتنا معاً كلمة الرئيس مسعود بارزاني أمام الحشود الهائلة في المهرجان الناجح الضخم المقام في مدينة السليمانية، هذا اليوم خاطبني قائلاً: "تهانينا لقد أنجز شعب كردستان العراق استفتاء تقرير المصير ولست بحاجة إلى الانتظار حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري وحصل بارزاني على ما كان يسعى إليه، وأمسك بيديه كل الأوراق اللازمة لإجراء الحوار في حالتي إجراء الاستفتاء بموعده أو حتى في حالة تأجيله استجابة لمساعي وسطاء، بناء على شروط وضمانات من موقع القوة مع بغداد وكل الدول المعنية في الجوار وسائر الدول العربية والأطراف الدولية" لقد استمعت ملياً إلى كلمات ضيفي الإعلامي المطلع على خفايا أمور المنطقة وظواهرها من دون تعليق.

(4)

شاركت البارحة في برنامج لصوت أميركا على السكايب "مقاربة الديمقراطية بين الغرب والشرق الأوسط" مع الصديق د. إدمون غريب، الأستاذ في جامعة واشنطن؛ حيث تم إلقاء الضوء على جذور ونمو وانتشار الديمقراطية في أوروبا والعوامل التاريخية والاجتماعية المساعدة على عكس منطقتنا التي ما زالت ترزح تحت نير الديكتاتورية والعبودية، كما جاء في حصيلة التقييم فإن مسألة تسييس الدين وأسلمة السياسة وعدم فصل الدين عن الدولة، كان لها الدور الرئيسي في حجب الديمقراطية في بلداننا، وإن السمة الأساسية للصراع الدائر منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن يدور حول الديمقراطية الكفيلة بحل مختلف القضايا، بينها القضية القومية والاجتماعية والتنمية، ومناحي التطور الاقتصادي، وإن منظمات المجتمع المدني والنخب الفكرية والثقافية عليها نشر الوعي الديمقراطي بين المجتمع، طبعاً الموضوع واسع وعميق، ولن يحسم بسهولة ويحتاج إلى المزيد من البحث والنقاش.

(5)

اقتراح أعرضه على رافعي العلم الإسرائيلي من كردنا السوريين بمناسبة أو بدونها والمتحمسين المعجبين بها والمراهنين على وقوفها بكل قواها وليس لفظياً فحسب مع استفتاء تقرير المصير في كردستان العراق، ومن دون العودة إلى دروس وتجارب الماضي المريرة بخصوص مواقفها المريبة السابقة حيال القضية الكردية في العراق وتركيا خصوصاً، وفي سوريا وإيران أيضاً، ومن دون كشف نواياها في البحث عن شريك لمعاداة العرب وقضاياهم في المنطقة سابقاً وراهناً أقول: إذا كانت إسرائيل جادة في دعم الكرد، فلتقبل مقايضة دولة عربية فلسطينية مقابل دولة كردية (وذلك يحصل عادة في لعبة الأمم وعالم السياسة)، وبذلك نكون أمام حل أهم قضيتين في الشرق الأوسط واستمالة الرأي العام العربي والإسلامي في قبول دولة كردستان العراق المسالمة المتعايشة بوئام مع المحيط.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/salah-badradin/-_13419_b_18058716.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات