السبت، 30 سبتمبر 2017

رواية الجحيم.. لـ"دان براون"

رواية الجحيم.. لـ"دان براون"

لما وجدتُه من أسلوب دان براون في رواياته التي قرأتُها له من الإثارة والتشويق والتسلسل والبساطة في سرد الأحداث، جعلني أنوي قراءة جميع رواياته بشكل متسلسل، فكان الدور على رواية الجحيم، التي تدور أحداثها بين جنبات معالم إيطاليا، والذي يأخذنا كقراء معه للبحث في تلك المتاهات هو البروفيسور "روبرت لانغدون" والدكتورة سيينا بروكسي، التي كانت تُلقَب بـ" الطفلة المُعجِزة"، والتي كانت خلايا مُخها تنمو بشكل سريع وكانت أكثر من خلايا المُخ الطبيعية، وهذا ما حَكَم على تلك الطفلة بأن تعيش حياتها في الظلام والوحدة لشعورها بأنها تختلف عن أقرانها، وهذا المرض أصابها بالصلع، الذي حكم عليها أن ترتدي الشعر المُستعار طوال حياتها.

وظلت الدكتورة سيينا تتقلب بين صفحات الكُتُب الطبية، تبحث عن علاج لمرضها الغريب هذا، حتى أصبحت من أكفأ الأطباء، لعبقرية عقلها الذي يختلف كثيراً عن العقل الطبيعي، حتى تدور الأحداث وتكون طبيبة البروفيسور روبرت لانغدون، الذي أتى إلى المشفى مُهرولاً وفاقداً للذاكرة، فيحكم القدر عليهما بأن تبحث مع البروفيسور عن ذاكرته المفقودة.

لانغدون هو بروفيسور في إحدى الجامعات الأميركية، أتى إلى إيطاليا في مُهمة وهي مساعدة إليزابيث سينسكي "رئيسة مُنظمة الصحة العالمية" للقضاء على مشروع (العالم برتراند زوبريست) الذي يحمل على عاتقه إنقاذ العالم من الانفجار السكاني.

ولكن العالم برتراند زوبريست بعد أن اعتكف على اختراعه الذي يعمل على توقف ذلك النمو السكاني الهائل، فهو يريد أن يُدمر البشرية ظناً منه أنه بذلك يُنقذ البشرية، ومنظمة الصحة العالمية تعمل على عكس ذلك، تعمل على حماية النمو السكاني من الأمراض والأخطار التي ستدمر صحتهم، ولهذا كانت منظمة الصحة العالمية قد كثفت مجهوداتها للقضاء على هذا المشروع الإجرامي واللاإنساني، والقضاء على صاحبه أيضاً، وعندما وجد العالم زوبريست أنه لن يستطيع أبداً الفرار من أيدي منظمة الصحة العالمية هو ومشروعه، فخبأ مشروعه الذي كان عبارة عن فيروس، وحدد له موعداً للانتشار ليصيب الجنس البشري بالعُقم الذي سيسير بشكل عشوائي، خبأه عن طريق شيفرات ومتاهات لن يستطيع حلّها سوى عالم رموز، وما دام عالم رموز إذاً فهو العالم الشهير روبرت لانغدون؛ لهذا استعانت به منظمة الصحة العالمية لفك تلك الشيفرات وإنقاذ العالم من خطر ذلك الفيروس.

ولكن العالم برتراند زوبريست قد عقد اتفاقاً مع منظمة مسؤولة عن حماية عملائها؛ ليحافظوا له على مشروعه من الظهور والانتشار في العالم حتى تسنح الفرصة لانتشار الفيروس، ولهذا ستفعل تلك المنظمة كل ما في وُسعها للحفاظ على سر العميل "العالم برتراند زوبريست" الذي انتحر قبل أن ينتشر الفيروس الذي اخترعه، فجعلت تلك المنظمة أحد موظفيها لتتبع روبرت لانغدون الذي أصيب بطلق ناري فوق رأسه مباشرة، وهذا ما جعله يُصاب بفقدان الذاكرة بالرغم من قربه من إيقاف ذلك الفيروس وفك كافة الشيفرات، فهرول إلى المشفى وتقابل مع الدكتورة سيينا، التي رافقته في عملية البحث من جديد وفك الشيفرات.

وتدور الأحداث بشكل مشوق ومتسلسل عند تنقله من مكان لمكان في إيطاليا، مُكسِبَاً القارئ كمّاً كبيراً من المعلومات عن معالم إيطاليا وتاريخها، وبعد رحلة طويلة من فكّ الشيفرات، ومحاولة استرجاع الذاكرة، اكتشف روبرت لانغدون أن الدكتورة سيينا كانت صديقة العالم برتراند زوبريست ومؤمنة تماماً باختراعه، وبأن العالم يواجه مشكلة كبيرة من حيث النمو السكاني.

وفي النهاية لم يستطيعوا وقف انتشار الفيروس، وسينتشر بالفعل، ولكن بعد مجموعة من الأحداث ستثِق الدكتورة إليزابيث سينكسي بالدكتورة سيينا بروكسي وستجعلها من ضمن الفريق المُساعد لاكتشاف فيروس مضاد للفيروس المُدمر للبشرية الذي اخترعه العالم برتراند زوبريست.

فالرواية تُوضح أن هناك علماء يعتبرون أنفسهم منقذي العالم من الانفجار السكاني، فيحملون على عاتقهم مسؤولية البحث عن مُدمر لهذه الثروة البشرية، سواء بالحرب، أو الإبادة الجماعية، أو الاحتلال والإجرام، سواء بالفقر أو انتشار الأمراض، غير مُبالين بمعنى الإنسانية.





ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/eman-mohamed-darwish/-_13398_b_18041710.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات