الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

الطبيب المصري المسلم الذي تحاول إسرائيل تكريم ورثته.. أغرب قصة جرت قبل 80 عاماً

الطبيب المصري المسلم الذي تحاول إسرائيل تكريم ورثته.. أغرب قصة جرت قبل 80 عاماً

وَقَعَ الاختيار على الطبيب المصري المتوفى محمد حلمي، ليتم تكريمه من قبل مركز لذكرى ضحايا هولوكوست اليهود، وذلك نظراً لجهوده التي قدَّمها لحماية يهود برلين من المجزرة النازية.

ووفقاً صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن حلمي هو أول عربي تكرِّمه إسرائيل على تضحيته ومجازفته بحياته لحماية اليهود من محرقة الهولوكوست الأوروبية، لكن إحدى أفراد عائلته تقول إن العائلة لا يعنيها التكريم ولا تريده، حسب هآرتس الإسرائيلية.

وكالة الأسوشيتد برس الإخبارية رصدت في القاهرة، هذا الأسبوع، أقوالَ إحدى أفراد عائلة الطبيب الفقيد، التي صرَّحت أنها لا هي ولا كل أقرباء الطبيب حلمي يقبلون بهذا التكريم، الذي يُعد من أرفع أوسمة الشرف في إسرائيل.

تقول ميرفت حسن، زوجة حفيد شقيق الطبيب حلمي، في مقابلة مع الأسوشيتد برس من منزلها في القاهرة، هذا الأسبوع: "لو كانت أي دولة أخرى هي التي عرضت تكريم حلمي، لكنا سعداء بهذا الشرف".

وكان محمد حلمي طبيباً مصرياً من سكان برلين، وقد خبَّأ العديد من اليهود أثناء محرقة الهولوكوست حمايةً لهم، والشهر الماضي، كرَّمه متحف (ياد فاشيم) الإسرائيلي، مانحاً إياه لقبَ "الرجل الصالح من بين الأمم"، الذي هو أرفع لقب يُمنح لغير اليهود، لقاء تضحياتهم الجسيمة، وتعريض حياتهم للخطر في سبيل حماية اليهود من إعدام النازيين لهم في غرف الغاز.

وعادة ما يقدم المتحف الإسرائيلي المذكور دروع الشرف لأحد أقرباء البطل المكرَّم في حفلٍ، إلا أن متحف (ياد فاشيم) لم يتمكن من العثور على أقرباء على قيد الحياة للطبيب المتوفى عام 1982 في برلين.

لكن الأسوشيتد برس استعانت بمؤرخة ألمانية، للعثور على شهادة إرث زوجة الفقيد الألمانية، إيمي، المتوفاة عام 1998، حيث وردت في الشهادة أسماء 3 أقرباء بالقاهرة، وعندما اتصلت الوكالة الإخبارية بأحدهم، وهي ميرفت حسن، وافقت الأخيرة على مقابلة موفدي الوكالة للتحدث عن ذكرياتها، ولتسترجع ما تعرفه عن حلمي.

وقالت ميرفت حسن في لقائها، إن العائلة لا تأبه بالجائزة المقدمة من إسرائيل، لأن العلاقات بين مصر وإسرائيل تظلُّ عدائيةً حتى رغم اتفاقية السلام الموقَّعة بين البلدين منذ أكثر من 3 عقود، بيد أنها نوهت: "أحترم الديانة اليهودية ومَن يدينون بها، فالإسلام يُقر بأن اليهودية دين سماوي".

وتابعت: "لم يكن حلمي انتقائياً في اختياره لجنسية ما أو عرق أو دين ما، في تقديمه المساعدة، بل كان يعالج مرضاه دون الاكتراث لهويتهم".

ومضت ميرفت حسن، المحجبة ذات الـ66 عاماً، التي تنتمي إلى حيٍّ راقٍ من أحياء القاهرة، تتحدث بكل سرور عن ذكرياتها حول عم أبي زوجها، وقالت هي وزوجها الذي رفض إعطاء اسمه للأسوشيتد برس إنهما كانا دوماً يزوران حلمي في ألمانيا.

وُلد حلمي لأبٍ مصري وأم ألمانية عام 1901 في الخرطوم، عندما كانت المدينة جزءاً من مصر، قبل أن تتحول إلى السودان. سافر إلى برلين عام 1922 ليدرس الطب، وعمل في طب المسالك البولية حتى عام 1938، عندما منعته ألمانيا من مزاولة المهنة في حقل الصحة العامة، نظراً لأنه لم يكن آريّ العِرْق، حسبما أفادت به مارتينا فويت، المؤرخة الألمانية التي بحثت في تاريخ حلمي.

عندما بدأ النازيون ترحيل اليهود عمد الطبيب إلى إخفاء صديقة لعائلته، الشابة آنا بوروس (21 عاماً)، في كوخ ريفي على أطراف المدينة، كما قدَّم لأقربائها المساعدة الطبية، لكن أقرباء الشابة بوروس اعترفوا للمحققين النازيين أن حلمي كان يخبئها في مأمن، فما كان منه إلا أن سارع لنقلها إلى مكان آخر آمن، في منزل أحد أقربائه، قبل وصول المحققين إلى مخبئها الأول في المنزل الريفي، وذلك طبقاً لرواية مركز (ياد فاشيم) الإسرائيلي. وقد نجا أفراد العائلة الـ4 من موت محقق في الحرب، وهاجروا إلى الولايات المتحدة.

تقول آيرينا شتاينفيلدت، مديرة القسم المسؤول عن جائزة: "الرجل الصالح من بين الأمم" في متحف (ياد فاشيم) "أجدها قصة مميزة وملهمة".

ثم بعد الحرب عاد حلمي لممارسة عمله في الطب من جديد، وتزوَّج من إيمي، لكن الزوجين لم ينجبا.

تستذكر ميرفت حسن فتقول: "لم يشاءا الإنجاب؛ خوفاً من الحروب، إذ لم يُرِدا لأطفالهما رؤية ويلات الحرب".

ويقول مركز ياد فاشيم، إن لديه أسماء أخرى لأقرباء لحلمي، مذكورين في وصيته ضمن الورثة، وقد أرسل (ياد فاشيم) هذه المعلومات إلى السفير المصري بإسرائيل، فكان الرد بأن السلطات المصرية تجري بحثها للعثور عليهم.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2017/10/24/story_n_18364390.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات