يبدو أن هدوء السماء وصفاءها على وشك أن يشهد غضب البشر ودمويتهم، إذ تنذر أخبار سباق التسلّح بين الدول الكبرى والمتقدمة بانتقال القتال مستقبلاً من سطح الأرض إلى كنف السماء، على طريقة أفلام الخيال العلمي. وإذا كان السلاح النووي فتاكاً وأكثر ما يخشاه البشر، فإن المستقبل يخبِّئ أسلحة أشد فتكاً وتدميراً.
ورغم توقيع روسيا وأميركا (والدول العربية أيضاً) على اتفاقية لمنع التسلح في الفضاء، إلا أن صعوبة وصول المفتشين إلى الفضاء تجعله ساحة ومعتركاً يرمح بها الخيال العلمي والعسكري؛ مزيج قاتل عندما يجتمعان.
إليكم لمحة عن بعض ما تم ويتم العمل عليه:
" MAHEM".. حديد منصهر طائر لاختراق سفن العدو
يعد مشروع MAHEM أو "Magneto Hydrodynamic Explosive Munition - الذخائر المتفجرة الهيدروديناميكية المغناطيسية" أحد مشروعات وكالة البحوث المتطورة الدفاعية الأميركية "داربا DARPA"، المسؤولة عن تطوير تقنيات جديدة للاستخدام العسكري.
استُلهمت فكرة السلاح من رواية الخيال العلمي "ضوء الأرض أو Earthlight" لآرثر كلارك التي صدرت عام 1955. و"سلاح ستايليتو" مثلما أطلق عليه الكاتب، هو شريط صلب من الضوء، بإمكانه إحداث ثقب بمركبة فضائية، وهناك وصف آخر ورد بالكتاب كونه مجسماً طائراً من الحديد تقذفه قوة إلكترومغناطيسية في الفضاء، لمسافة مئات الكيلومترات في الثانية.
تعمل وكالة DARPA الآن على تطوير الفكرة، حيث تستغل قوة قذف الشظايا المنبعثة من الانفجار الكيميائي، والمجال الإلكترومغناطيسي الناتج من ذلك في إذابة المعادن ودفع تيارات المعادن المنصهرة باتجاه ترسانة العدو، وبالتالي تدمير المركبات الفضائية المحصنة.
"THEL" الليزر التكتيكي في الفضاء وعلى الأرض
تعاونت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على تصميم سلاح (The Tactical High Energy Laser)، الذي يمكن استخدامه لاستهداف الصواريخ في حروب الفضاء. السلاح عبارة عن شعاع الليزر من مادة (الديوتيريوم فلورايد - deuterium fluoride)، يُصدره مولد عالي الطاقة، يمكنه تحديد الهدف بواسطة الرادار، ومن ثم التصويب.
استغرق التصميم والبناء أربع سنوات من عام 1996 إلى عام 2000، كما أجريت اختبارات التشغيل من عام 2000 وحتى 2005، دمر خلال فترة التجريب 46 صاروخاً ودبابات وقاذفات صواريخ.
على طريقة ثور.. "قضبان من الإله"
يرى بعض الخبراء العسكريين أنه لا يمكن الاعتماد على الذخيرة والمتفجرات وحدهما عند تسليح الجيوش، بل لا بد من وجود قوة لها قدرة هائلة على التدمير، وكان من بين الأسلحة التي صُنعت لتحقيق هذا الغرض، وأيضاً إذا انتقلت الحرب إلى الفضاء، السلاح العسكري "قضبان من الإله" أو "Rods from God"؛ إذ تعتمد قدرته التدميرية على كثافة وسرعة القذيفة المصنوعة من معادن ذات تكلفة بسيطة، فالسرعة الهائلة للقذيفة (10 أضعاف سرعة الصوت) تدمر ما تجده في طريقها.
وبدلاً من أن تفقد سرعتها عند التحرك في الهواء، تكتسب سرعة أكبر بدخولها مدار الأرض بعد إطلاقها من الفضاء.
"ALMAZ" محطة فضاء عسكرية ماكرة
بدأ برنامج محطة الفضاء السوڤيتية العسكرية بأوائل الستينيات في سرية تامة، على ثلاث مراحل.
وفي عام 1973 أطلق الاتحاد السوفيتي السابق محطة الفضاء العسكرية "Almaz"، مكونة من كاميرا استطلاع لمراقبة الوضع موصلة بتلسكوب، وفريق عمل لتقديم المعلومات، وبندقية عديمة الارتداد للدفاع عن المحطة ضد أي هجوم. انتهى العمل بالمحطة بعد سقوط الاتحاد السوڤيتي.
"MOL" المختبر المداري المأهول للتجسس لا العلم
كانت أول محاولة لتفعيل برنامج الإنسان في الفضاء، في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 1963م، وذلك من خلال إطلاق ما يسمى "Manned Orbiting Laboratory أو المختبر المداري المأهول".
يهدف البرنامج إلى اكتشاف الاستفادة من الإنسان في الفضاء من الناحية العسكرية؛ حيث كانت التجربة تهدف إلى وضع طواقم مراقبة في قمر صناعي؛ للتجسس على الاتحاد السوفيتي. كانت تُدار المحطة بالألواح الشمسية، وتليسكوب للمراقبة، ومركبة فضائية من النوع الذي أطلقته ناسا بين عامي 1964 -1966. وانتهى البرنامج في عام 1969، أي قبل وقوع أي مواجهات فضائية من أي نوع.
أما الرأي الآخر: حرب المستقبل إلكترونية بامتياز
ورغم غياب تقارير توضح متى وكيف سيتم استخدام هذه الأسلحة، وما إذا كانت الدول الأوروبية تعمل على نفس النهج في ظل تركيز الصين على إنشاء أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية، واتهام روسيا لأميركا مطلع هذا العام بتطوير أسلحة فضائية تهدد العالم بأسره، فإن نظرية أخرى كلياً تحدد ملامح حروب المستقبل.
تقترح هذه النظرية أن جنود المستقبل الحقيقيين هم الهاكرز ومحامي القانون الدولي، وبعيداً عن مشاهد الأكشن والتفجيرات والدماء، فإن حرب المستقبل إلكترونية بامتياز، اليد العليا فيها لمن يتفوق في اختراق أنظمة دفاع الآخر وتعطيل الحياة العصرية كما نعرفها.
وأوضح مدير تخطيط البرامج في مؤسسة "Secure World Foundation in Washington" الأميركية براين ويدن، أن ما يصوره لنا خيال كتاب هوليوود هو محض خيال لأنهم بكل بساطة "يظهرون جهلاً صريحاً بقوانين الفيزياء، والميكانيكا المدارية، وقوانين الحفاظ على الطاقة، وغيرها من الأمور لجعل القصص أكثر إثارة وتشويقاً".
ورغم توقيع روسيا وأميركا (والدول العربية أيضاً) على اتفاقية لمنع التسلح في الفضاء، إلا أن صعوبة وصول المفتشين إلى الفضاء تجعله ساحة ومعتركاً يرمح بها الخيال العلمي والعسكري؛ مزيج قاتل عندما يجتمعان.
إليكم لمحة عن بعض ما تم ويتم العمل عليه:
" MAHEM".. حديد منصهر طائر لاختراق سفن العدو
يعد مشروع MAHEM أو "Magneto Hydrodynamic Explosive Munition - الذخائر المتفجرة الهيدروديناميكية المغناطيسية" أحد مشروعات وكالة البحوث المتطورة الدفاعية الأميركية "داربا DARPA"، المسؤولة عن تطوير تقنيات جديدة للاستخدام العسكري.
استُلهمت فكرة السلاح من رواية الخيال العلمي "ضوء الأرض أو Earthlight" لآرثر كلارك التي صدرت عام 1955. و"سلاح ستايليتو" مثلما أطلق عليه الكاتب، هو شريط صلب من الضوء، بإمكانه إحداث ثقب بمركبة فضائية، وهناك وصف آخر ورد بالكتاب كونه مجسماً طائراً من الحديد تقذفه قوة إلكترومغناطيسية في الفضاء، لمسافة مئات الكيلومترات في الثانية.
تعمل وكالة DARPA الآن على تطوير الفكرة، حيث تستغل قوة قذف الشظايا المنبعثة من الانفجار الكيميائي، والمجال الإلكترومغناطيسي الناتج من ذلك في إذابة المعادن ودفع تيارات المعادن المنصهرة باتجاه ترسانة العدو، وبالتالي تدمير المركبات الفضائية المحصنة.
"THEL" الليزر التكتيكي في الفضاء وعلى الأرض
تعاونت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على تصميم سلاح (The Tactical High Energy Laser)، الذي يمكن استخدامه لاستهداف الصواريخ في حروب الفضاء. السلاح عبارة عن شعاع الليزر من مادة (الديوتيريوم فلورايد - deuterium fluoride)، يُصدره مولد عالي الطاقة، يمكنه تحديد الهدف بواسطة الرادار، ومن ثم التصويب.
استغرق التصميم والبناء أربع سنوات من عام 1996 إلى عام 2000، كما أجريت اختبارات التشغيل من عام 2000 وحتى 2005، دمر خلال فترة التجريب 46 صاروخاً ودبابات وقاذفات صواريخ.
على طريقة ثور.. "قضبان من الإله"
يرى بعض الخبراء العسكريين أنه لا يمكن الاعتماد على الذخيرة والمتفجرات وحدهما عند تسليح الجيوش، بل لا بد من وجود قوة لها قدرة هائلة على التدمير، وكان من بين الأسلحة التي صُنعت لتحقيق هذا الغرض، وأيضاً إذا انتقلت الحرب إلى الفضاء، السلاح العسكري "قضبان من الإله" أو "Rods from God"؛ إذ تعتمد قدرته التدميرية على كثافة وسرعة القذيفة المصنوعة من معادن ذات تكلفة بسيطة، فالسرعة الهائلة للقذيفة (10 أضعاف سرعة الصوت) تدمر ما تجده في طريقها.
وبدلاً من أن تفقد سرعتها عند التحرك في الهواء، تكتسب سرعة أكبر بدخولها مدار الأرض بعد إطلاقها من الفضاء.
"ALMAZ" محطة فضاء عسكرية ماكرة
بدأ برنامج محطة الفضاء السوڤيتية العسكرية بأوائل الستينيات في سرية تامة، على ثلاث مراحل.
وفي عام 1973 أطلق الاتحاد السوفيتي السابق محطة الفضاء العسكرية "Almaz"، مكونة من كاميرا استطلاع لمراقبة الوضع موصلة بتلسكوب، وفريق عمل لتقديم المعلومات، وبندقية عديمة الارتداد للدفاع عن المحطة ضد أي هجوم. انتهى العمل بالمحطة بعد سقوط الاتحاد السوڤيتي.
"MOL" المختبر المداري المأهول للتجسس لا العلم
كانت أول محاولة لتفعيل برنامج الإنسان في الفضاء، في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 1963م، وذلك من خلال إطلاق ما يسمى "Manned Orbiting Laboratory أو المختبر المداري المأهول".
يهدف البرنامج إلى اكتشاف الاستفادة من الإنسان في الفضاء من الناحية العسكرية؛ حيث كانت التجربة تهدف إلى وضع طواقم مراقبة في قمر صناعي؛ للتجسس على الاتحاد السوفيتي. كانت تُدار المحطة بالألواح الشمسية، وتليسكوب للمراقبة، ومركبة فضائية من النوع الذي أطلقته ناسا بين عامي 1964 -1966. وانتهى البرنامج في عام 1969، أي قبل وقوع أي مواجهات فضائية من أي نوع.
أما الرأي الآخر: حرب المستقبل إلكترونية بامتياز
ورغم غياب تقارير توضح متى وكيف سيتم استخدام هذه الأسلحة، وما إذا كانت الدول الأوروبية تعمل على نفس النهج في ظل تركيز الصين على إنشاء أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية، واتهام روسيا لأميركا مطلع هذا العام بتطوير أسلحة فضائية تهدد العالم بأسره، فإن نظرية أخرى كلياً تحدد ملامح حروب المستقبل.
تقترح هذه النظرية أن جنود المستقبل الحقيقيين هم الهاكرز ومحامي القانون الدولي، وبعيداً عن مشاهد الأكشن والتفجيرات والدماء، فإن حرب المستقبل إلكترونية بامتياز، اليد العليا فيها لمن يتفوق في اختراق أنظمة دفاع الآخر وتعطيل الحياة العصرية كما نعرفها.
وأوضح مدير تخطيط البرامج في مؤسسة "Secure World Foundation in Washington" الأميركية براين ويدن، أن ما يصوره لنا خيال كتاب هوليوود هو محض خيال لأنهم بكل بساطة "يظهرون جهلاً صريحاً بقوانين الفيزياء، والميكانيكا المدارية، وقوانين الحفاظ على الطاقة، وغيرها من الأمور لجعل القصص أكثر إثارة وتشويقاً".
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/01/30/story_n_19112426.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات