الاثنين، 1 يناير 2018

عهد التميمي .. قصائد شعر مدوية !!

عهد التميمي .. قصائد شعر مدوية !!

ستظل صفحاتُ التاريخ تستقبل كلَّ يومٍ مغرداً، يشدو على أطلالها لحناً جميلاً رقيقاً من ألحان البطولة والفداء.

فهذا شيخٌ كبيرٌ يقف على عتبات القدس حارساً مغواراً بجسمه النحيل، يكاد الهَرَم يُثقل ظهرَه، لكن شموخ العزِّ والإباء يَمُدُّه بهرمون الشباب، فيقف مرفوعَ الهامة أمام جحافل من العدو الصهيوني.

وهذه أُمٌّ تُمسِك بأطفالها الصغار، تزرع بيديها أرضاً سمراء، فتغرس في عقولهم ووجدانهم وقلوبهم ميراثَهم القادم، هذا يا أطفالي قدسكم، وهذه مدينتكم، وهذه أرضكم، والأرض عرض، والقدس قلب، والمدينة حضن ودفء، فلا حياة بلا عرض له قلب وحضن.

وهذا شاب اعتلى جواده وأخذ يصول ويجول، بلا أرجل تحمله، لكن الشجاعة قدم، والكرامة قدم، يحملان كياناً من العزة والإباء، ويحسبون أنهم بقتله برصاص الغدر والخسة قد مات، هيهات هيهات، فاستشهاده حياة، ونسائم أُفوله قطرات ندى تعمُّ صباحَ كلِّ العرب.

وهذه طفلة في عامها السادس بعد العقد الأول من عمرها، تقف كجيش عرمرم، تحارب بسيفها ذي الحدين، فها هي تبطش يميناً، وتبطش يساراً، وكأن البحر من ورائها، والعدو من أمامها، والقدس لواؤها، طفلة تناست كل ألوان المرح، كل أنغام الفرح، حتى شعرها الغجري صار قصائدَ شعرٍ مدوية، أما ابتسامتها، فما أجملها، قصة عشق أبدية، تحكي عهداً لشرق ساد العرب والعجم يا عهد.

فلسطين بطولات لا تعد ولا تحصى، قصص علمناها، وكُثر لا ندري عنها شيئاً، فإذا كانت "عهد" هي النموذج الحقيقي لأطفال فلسطين، فما بالكم بنسائها، ورجالها، وشيوخها.

فالكل في فلسطين مغوار، مرابط، لا يدافع عن الأرض المحتلة فحسب، ولا يدافع عن القدس الشريف بشرقه وغربه فحسب، ولا يدافع عن عروبته فحسب، ولا يدافع عن عقيدته فحسب، إنما هم يدافعون عن أنفسهم، عن ذواتهم، عن كينونتهم. فهذه البقعة من هذا العالم الفسيح اختلط فيها كل شيء، اختلط الإنسان بالزمان، واختلطت الأرض بالسماء، واختلط الماء بالهواء، واختلطت الأشجار بالأحجار، فصار كل شيء جسداً واحداً كاختلاط الروح بالجسد. فكيف للجسد أن يحيا بلا روح، وكيف للروح أن تسري من غير جسد.

يا "عهد" سيظل العالم الحر ينحني لكم احتراماً، ينحني لكم خجلاً، وستظل بطولاتكم، وانتصاراتكم، وتضحياتكم وسامَ عزٍّ وفخرٍ، فأنتم مَن سطَّرتم بأفعالكم مقولة "لا يركب ظهرك إلا من انحنيت إليه"، وأنتم يا عهد ما انحنيتم أبداً، فلا تشغلي بالك بالخانعين، والمتنطعين، والمتطبعين، فالقدس عربية، وستظل القدس عربية.


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/sherif-omar-/-_14484_b_18906266.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات