الثلاثاء، 23 يناير 2018

النزاع الإيراني - السعودي.. تاريخي أم وليد جديد؟

النزاع الإيراني - السعودي.. تاريخي أم وليد جديد؟

العلاقات السعودية - الإيرانية لم تكن في حالة نزاع دائم كما يبدو عليها اليوم، فعلى الرغم من الخلافات الدينية، نشأة أول سفارة لطهران في عاصمة المملكة جدة بعد توقيع أول معاهدة للصداقة بين البلدين في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي.

وباتهام السلطات السعودية أحد الحجاج الإيرانيين برمي القاذورات على الكعبة وشتم الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، ومن ثم إعدامهم له دون الأخذ في الاعتبار برد السفارة الإيرانية عن الموضوع، بأنه غير مقصود وكان نتيجة إصابة الرجل بدوار أثناء طوافه، مما أدى لاستفراغه، تسبب في انقطاع العلاقات الدبلوماسية بينهما لأول مرة.

أصبحت العلاقة بين البلدين في حال جذب وطرد على مدار الأعوام السابقة، وفي عام 1950 توترت العلاقات بسبب اعتراف إيران بالكيان الصهيوني "إسرائيل"، ولكن تحول نظام الملكية إلى جمهورية في مصر يوطد العلاقة بينهما مجدداً.

وبإعلان بريطانيا نيتها الانسحاب من عدة إمارات خليجية كانت تحت انتدابها ومطالبة إيران بضم البحرين لأراضيها ودعم السعودية لاستقلال البحرين يعود التوتر.

كما تسبب انتصار الثورة الإسلامية ضد الشاة محمد رضا بهلوي، وتغيير علمانية الدولة إلى نظام ديني شيعي، باحتدام التوتر بينهما، خاصة مع محاولة طهران نشر الثورة في الدول المجاورة كالعراق، فموقف السعودية كان مؤيداً للشاه، وذلك للحد من الفكر الديني في إيران.

مع دعم السعودية الحكومة العراقية، التي قادها السّنّة آنذاك، في حربها التي استمرت ثماني سنوات ضد إيران. ومع استمرار تلك الحرب إلى عام 1987، اشتبكت شرطة مكافحة الشغب السعودية مع الحجاج الإيرانيين في مكة المكرمة، وقتلت نحو 400 شخص، معظمهم من الشيعة الإيرانيين، وفقاً لمعهد الولايات المتحدة للسلام، وتسبب الحادث في مهاجمة المتظاهرين الإيرانيين السفارات السعودية والكويتية، ومقتل دبلوماسي سعودي.

وأسدلت الستائر على العلاقات الدبلوماسية بعد هذا الحادث لمدة عدة سنوات؛ لتبدأ بعدها حقبة جديدة وصفت بالفترة الذهبية في العلاقات الإيرانية - السعودية، وهي فترة التسعينيات وبداية الألفية والتي بدأت بالانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 1997 لتصل إلى ذروتها مع الاتفاق الأمني بينهما عام 2001م. وبإعدام الرئيس العراقي صدام حسين على يد الاحتلال الأميركي وإطلاق السلطة السياسية الشيعية المقموعة، وتوطيد العلاقات مع طهران يعود التوتر.

كما يلعب الربيع العربي الذي بدأ الثورة التونسية في أواخر عام 2010 دوراً هاماً لما عليه العلاقات هذه الأيام.

ففي عام 2015 زادت العلاقات برودة إثر الصراعات بسبب مزاعم تدعي اعتداء حراس سعوديين على الحجاج الإيرانيين في أبريل/نيسان، ومقتل المئات، بينهم إيرانيون، في سبتمبر/أيلول، خلال التدافع بمنى في أول أيام عيد الأضحى وسقوط الرافعة في الحرم المكي. وتصاعد النزاع بين إيران والسعودية بعد أن أعدمت المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر.

ولا يمكننا نسيان دور الاتفاق النووي في احتدام الموقف، حيث شعرت السعودية منذ إبرام الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 أن الولايات المتحدة لم تأخذ مخاوفها بعين الاعتبار عند إبرام هذا الاتفاق، وأنها منحت إيران الحرية لإثارة الاضطراب والفوضى في المنطقة بعد أن تم رفع العقوبات الدولية عنها بهدف تعزيز مواقعها ونفوذها.

أما بالنسبة للحروب في منطقة الشرق الأوسط يمكننا القول بأنه يتزعمها الاثنتان، حيث دعمت إيران حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، ضد الأغلبية السنية المعارضة والمدعومة من السعودية.

وفي اليمن، لدى الحوثيين الذين يسعون لقلب نظام الحكم علاقات بإيران، في حين تقود السعودية تحالفاً من الدول العربية لقصف أهداف للحوثيين على حكم الرئيس عبدربه منصور هادي، والذي يقطن في السعودية تحت الإقامة الجبرية منذ عدة أشهر على حد تعبير مساعده.

كما للصراع الإقليمي أصداء في الأماكن التي بها أغلبية شيعية مثل العراق، حيث تشعر الأقلية السنية بالحرمان بعد أن كانت في السابق مسيطرة سياسياً.

وتعتبر لبنان مرشحاً ليتحول إلى ساحة صراع على أكثر من صعيد أيضاً، وذلك بسبب الدعم الإيراني لحزب الله وقوة نفوذه، وتمثلت آخر التطورات بتقديم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته في السعودية من منصبه، متهماً إيران بالسيطرة على لبنان عبر حزب الله اللبناني، إلا أنه عاد إلى لبنان وتراجع عن الاستقالة بعدها بحوالي شهر.

ويتضح أن إيران باتت في وضع أقوى إقليمياً عبر تحكمها وسيطرتها على عشرات الآلاف من المقاتلين في العراق وسوريا ولبنان واليمن، إلى درجة أن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال في خطاب له في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إنه "لا يمكن في العراق وسوريا ولبنان وشمال إفريقيا والخليج القيام بأي خطوة مصيرية دون إيران".

المصادر :
BBC
DW
wikipedia



ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/somiyah-muhammad-elhassawy/-_14621_b_18955680.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات