جنة السعوديين لن يرتادوها بعد الآن.. 22 ألف زائر سنوياً من المملكة يُلغون حجوزاتهم بعد الأزمة السياسية في هذا البلد
عندما يأتي ذكر جزر المالديف، فإن أول ما يجول في الخيال مشهد ساحر تتداخل فيه ممرات خشبية فوق مياه المحيط الهندي الصافية الزرقاء والنظيفة حتى الشفافية، عليها سرير للاستلقاء والاستمتاع بالشمس، مشهد الاسترخاء هذا كان يقطع من أجله السعوديون آلاف الكيلومترات ليكونوا جزءاً منه.
VIDEO
سنوياً، يحجز قرابة 22 ألف سعودي رحلات من المملكة إلى إحدى جزر المالديف الألف الساحرة؛ لقضاء إجازاتهم فيها، قاطعين ما يقارب 7 ساعات بالطائرة.
ولكن، يبدو أن السعوديين لن يقضوا إجازاتهم هناك بعد الآن، الأمر الذي تحدثت عنه مواقعهم المحلية ، حيث تشير إلى أنه وبسبب الاضطرابات التي تمر بها المالديف، فقد بدأ الكثيرون بإلغاء حجوزاتهم.
مدير السياحة في إحدى وكالات السفر بجدة، قال إنه منذ إعلان حالة الطوارئ في تلك الجزر 5 فبراير/شباط 2018، بدأ الكثيرون بإلغاء الحجوزات.
فقد دعت السفارة السعودية لدى المالديف، السعوديين الموجودين هناك، إلى التواصل معها في حال وجود أيّ طارئ.
وقالت السفارة، عبر حسابها في "تويتر"، عقب إعلان حالة الطوارئ هناك: "نظراً إلى إعلان حالة الطوارئ في جمهورية المالديف، تأمل السفارة من جميع المواطنين الموجودين بالمالديف، التواصل مع السفارة في حال وجود أيّ طارئ".
وأمام هذا الوضع المتوتر، لم تكن السعودية فقط من استنفر، إذ نصحت بعض الدول، بينها فرنسا والصين والهند، بعدم التوجه إلى هذه الجزر السياحية ذات الشواطئ الخلابة، التي يقطنها نحو 340 ألف نسمة.
الأموال السعودية في هذه الجزر
وتقدَّر قيمة الاستثمارات السعودية في المالديف بقرابة 10 مليارات دولار. وتبني السعودية مبنى جديداً في المطار، وتعهَّدت بتقديم عشرات الملايين من الدولارات في صورة مِنح وقروض للبنية التحتية والإسكان بإحدى الجزر الاصطناعية بالقرب من العاصمة.
ونشرت السعودية، على مدى عقودٍ، تصوُّرها المُحافِظ للإسلام في المالديف، من خلال إرسال القادة الدينيين، وبناء المساجد، وتقديم المنح للطلاب للحضور إلى جامعاتها.
وكانت أنباء عن نية حكومة المالديف بيع جزر للسعودية، قد أثارت احتجاجات من المعارضة المالديفية مؤخراً، إلا أن الحكومة نفت هذه المزاعم.
وتتهم المعارضة في المالديف الحكومة بالتنازل عن أرخبيل "فاتو" غير المأهول لصالح لسعودية، وهو المكون من 28 جزيرة مرجانية صغيرة، مقابل مليارات الدولارات. وفي عام 2015، شهد الدستور المالديفي تغييراً ليرفع حظراً مفروضاً على ملكية الأجانب للعقارات.
لكن، يبدو الآن أنَّ السعوديين قد أرجأوا الأمد تجاه عمليات الشراء الجديدة هذه؛ بسبب الدعاية السلبية، وقد تُلغى الصفقة.
المالديف في السعودية
إن حب السعوديين للمالديف نقلوه معهم إلى مشروع سياحي كبير في البحر الأحمر، مستوحى من تلك الجزر.
المشروع الذي من المقرر أن يفتح أبوابه أمام السائحين من مختلف أنحاء العالم دون استخراج تأشيرات سياحية على اختلاف جنسياتهم، سيتم تنفيذ هذا المشروع على مراحل، بحيث يتم وضع حجر الأساس في الربع الثالث من 2019، ونهاية المرحلة الأولى بالربع الأخير من 2022.
VIDEO
ويعيش المالديف على وقع أزمة كبيرة منذ الأسبوع الماضي، عندما ألغت المحكمة العليا إدانات في تهم فساد وإرهاب ضد 9 شخصيات معارضة، بينها الرئيس السابق نشيد، أول رئيس منتخب ديمقراطياً في البلاد.
واتُّهم محمد نشيد، رئيس المالديف السابق المنفيُّ، السلطات، الأربعاء 7 فبراير/شباط 2018، بإساءة معاملة قاضٍ بالمحكمة العليا، زُج به في السجن بعد فرض حالة الطوارئ بالبلاد.
وتزايدت التوترات عندما رفضت حكومة الرئيس عبد الله يمين، الحكم، وفرضت حالة الطوارئ يوم الإثنين 5 فبراير/شباط 2018، ثم اعتقلت في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء كبير القضاة وقاضياً آخر بالمحكمة.
وقال نشيد في تغريدة، إن الرئيس الأسبق مأمون عبد القيوم (80 عاماً)، الذي اعتُقل أيضاً ونُقل إلى السجن، امتنع عن الطعام.
وتابع على "تويتر": "علمت أن الرئيس عبد القيوم امتنع عن الطعام، ويعامَل القاضي علي حميد معاملة سيئة".
وكان عبد القيوم حكم المالديف 30 عاماً حتى عام 2008 عندما انتُخب نشيد، وهو الآن في صفوف المعارضة بالجزيرة التي يقطنها 400 ألف شخص، معظمهم من المسلمين.
وقال يمين، وهو الأخ غير الشقيق لعبد القيوم، إن إجراءاته كانت تهدف إلى الحيلولة دون وقوع انقلاب، مشيراً إلى أن القاضيَين المحتجزَين تصرَّفا ضده؛ لأن مسؤولي إنفاذ القانون يتحرَّون عن مزاعم كسب غير مشروع ضدهما.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/08/story_n_19184720.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات