في موازاة عملية تعزيز القوات العراقية لفرض القانون في كركوك ثم البصرة وتمكين الاستقرار في المدن المحررة، فإن فلول داعش استخلصت استنتاجات أخرى.
فإزاء تحدي مواجهة قوات عقائدية متفوقة عددياً مقارنة بقوات داعش الأقل عدداً، اضطرت داعش إلى أن "تتربص بالفرص" وشراء الوقت لخلاياها الاحتياطية كي تحتشد.
فصحيح أن داعش قد بنت خلاياها لهزيمة معنويات المقاتلين العراقيين بعمليات الذبح والحرق، إلا أنه يتعين عليها أن تكون مستعدة لردة فعل وغضب قوات الحشد الشعبي العقائدية.
وتمكّن الدواعش من بناء كتائب انغماسية باستطاعتها أن تتعامل بنجاح مع قوات الحشد الشعبي في الحويجة وغرب العراق، لكن الوثوق بكتائب انغماسية لا تجيد الصمود في حروب طويلة الأمد يعدّ مغامرة، وبالتالي الهزيمة السريعة والحاسمة، وعليه وجب أن تستعين بخلاياها الاحتياط.
ويبقى الأمر الذي يشكل قلقاً بشكل خاص هو التعزيزات اللوجيستية التي تعمل بها الخلايا الاحتياطية لداعش بعد تدمير كل إمكانياتها وبنيتها التحتية، من أين تأتي تلك التعزيزات؟ وأين عمقها الاستراتيجي وأين تقع مقرات التحكم والسيطرة ومضافاتها؟ وقد كانت معارك بيجي والرمادي والموصل القديمة بمثابة "جرس تنبيه" لقيادة داعش العليا؛ إذ إنها اكتشفت أنها منهكة أمام قوة سلاح الجو للتحالف الدولي والقوات البرية العراقية التي باتت تتمتع بالتسليح والتكتيكات الغربية والأميركية الحديثة، وتساندها حماسة قوات الحشد الشعبي وهي القوة التي لا تزال مهيّأة بشكل كامل لمقارعة العقيدة القتالية الداعشية.
وقد أدت هذه التجربة المزلزلة باللجنة المفوضة لداعش إلى الشروع في عملية التحول إلى تكتيكات الحروب الهجينة والعودة إلى التخفي والانحياز بعيداً عن المناطق الحضرية إلى المناطق الزراعية والقروية والمفتوحة ومغادرة فكرة أرض التمكين والقتال وفق بيعة الموت والاعتماد على التمويل الذاتي من الخطف وقطع الطريق، وتهديد المقاولين والتجار.
كمين قرية السعدونية جنوب غرب كركوك، درس قاسٍ لمن يريد الاعتبار، ونكسة تحتاج إلى حملة واسعة للقضاء الفعلي على فلول وجيوب وشتات داعش، والقبض على الخلايا النائمة والساندة، في تلك الجغرافيا التي لم تحرر بشكل كامل.
ضعف إدامة وتطوير الجاهزية القتالية والقدرة التقنية وأجهزة المراقبة والاتصالات لقوات الحشد الشعبي، كان سبباً في حوادث استهدافهم في مناطق المرابطة في أطراف الحويجة جنوب غرب كركوك. كل ذلك يرجع إلى عدم اهتمام القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة الحشد الشعبي لرفع مستوى هذه القوات البطلة أسوة بالقوات العراقية الأخرى، تقصير ينبغي أن يحاسب عليه القادة أولاً بتهمة الإهمال.
وأيضاً من الإهمال عدم دعم وإسناد عمليات الحشد الشعبي بالقدرة الجوية للطائرات والمروحيات التابعة للقوات الجوية العراقية وطيران الجيش "ودائماً حين يصل الأمر عند إسناد قوات الحشد يكون الجواب: "القدرة غير كافية".
في الستة أشهر الماضية لم تعزز جاهزية معدات الحشد الشعبي كدروع ومعدات ثقيلة على الرغم من أنها حررت قرابة 37٪ من الأراضي التي كانت تحتلها داعش في العراق.
فإزاء تحدي مواجهة قوات عقائدية متفوقة عددياً مقارنة بقوات داعش الأقل عدداً، اضطرت داعش إلى أن "تتربص بالفرص" وشراء الوقت لخلاياها الاحتياطية كي تحتشد.
فصحيح أن داعش قد بنت خلاياها لهزيمة معنويات المقاتلين العراقيين بعمليات الذبح والحرق، إلا أنه يتعين عليها أن تكون مستعدة لردة فعل وغضب قوات الحشد الشعبي العقائدية.
وتمكّن الدواعش من بناء كتائب انغماسية باستطاعتها أن تتعامل بنجاح مع قوات الحشد الشعبي في الحويجة وغرب العراق، لكن الوثوق بكتائب انغماسية لا تجيد الصمود في حروب طويلة الأمد يعدّ مغامرة، وبالتالي الهزيمة السريعة والحاسمة، وعليه وجب أن تستعين بخلاياها الاحتياط.
ويبقى الأمر الذي يشكل قلقاً بشكل خاص هو التعزيزات اللوجيستية التي تعمل بها الخلايا الاحتياطية لداعش بعد تدمير كل إمكانياتها وبنيتها التحتية، من أين تأتي تلك التعزيزات؟ وأين عمقها الاستراتيجي وأين تقع مقرات التحكم والسيطرة ومضافاتها؟ وقد كانت معارك بيجي والرمادي والموصل القديمة بمثابة "جرس تنبيه" لقيادة داعش العليا؛ إذ إنها اكتشفت أنها منهكة أمام قوة سلاح الجو للتحالف الدولي والقوات البرية العراقية التي باتت تتمتع بالتسليح والتكتيكات الغربية والأميركية الحديثة، وتساندها حماسة قوات الحشد الشعبي وهي القوة التي لا تزال مهيّأة بشكل كامل لمقارعة العقيدة القتالية الداعشية.
وقد أدت هذه التجربة المزلزلة باللجنة المفوضة لداعش إلى الشروع في عملية التحول إلى تكتيكات الحروب الهجينة والعودة إلى التخفي والانحياز بعيداً عن المناطق الحضرية إلى المناطق الزراعية والقروية والمفتوحة ومغادرة فكرة أرض التمكين والقتال وفق بيعة الموت والاعتماد على التمويل الذاتي من الخطف وقطع الطريق، وتهديد المقاولين والتجار.
كمين قرية السعدونية جنوب غرب كركوك، درس قاسٍ لمن يريد الاعتبار، ونكسة تحتاج إلى حملة واسعة للقضاء الفعلي على فلول وجيوب وشتات داعش، والقبض على الخلايا النائمة والساندة، في تلك الجغرافيا التي لم تحرر بشكل كامل.
ضعف إدامة وتطوير الجاهزية القتالية والقدرة التقنية وأجهزة المراقبة والاتصالات لقوات الحشد الشعبي، كان سبباً في حوادث استهدافهم في مناطق المرابطة في أطراف الحويجة جنوب غرب كركوك. كل ذلك يرجع إلى عدم اهتمام القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة الحشد الشعبي لرفع مستوى هذه القوات البطلة أسوة بالقوات العراقية الأخرى، تقصير ينبغي أن يحاسب عليه القادة أولاً بتهمة الإهمال.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
وأيضاً من الإهمال عدم دعم وإسناد عمليات الحشد الشعبي بالقدرة الجوية للطائرات والمروحيات التابعة للقوات الجوية العراقية وطيران الجيش "ودائماً حين يصل الأمر عند إسناد قوات الحشد يكون الجواب: "القدرة غير كافية".
في الستة أشهر الماضية لم تعزز جاهزية معدات الحشد الشعبي كدروع ومعدات ثقيلة على الرغم من أنها حررت قرابة 37٪ من الأراضي التي كانت تحتلها داعش في العراق.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/hisham-alhashemi/story_b_19278396.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات