مردود النجاح والسعي نحو الأفضل

"يُدرك الجميع أن أغلب الأهداف في هذه الحياة يمكن تحقيقها" مقولة صحيحة، ولكن ينقصها بعض الكلمات القليلة، وهي أن يتم الوضع في الاعتبار بعض المتاعب والصعوبات والوقت اللازم للوصول للأهداف، فلا يوجد شيء بلا مقابل؛ لذلك فالتغلّب على المصاعب والصبر لنَيل شرف الوصول وإتقان العمل هي السبيل لتحقيق المُبتغى.

تعدُّد المواهب وتعدُّد التحديات

جميعُنا نبدأ حياتنا كطلاب أو كمُتدربين ثم ننخرط في الدراسة أو مجال العمل، ومع تقدم العمر وتوالي سنوات الدراسة والعمل، نُصبح موظفين، ويصاحب ذلك إتقاننا لبعض المهارات؛ لذلك لا تتوقف عند هذا الحد، بل تطلع إلى تعلُّم مهارات جديدة، وإلى شغل مناصب أعلى في عملك دون أن تقف عند نقطة ما، فكل شيء يتغير ويتطور من حولك، ولذلك يجب أن تكون أهدافك مرنة وقادرة على النمو لأقصى درجة من درجات التميز.

مَن يستحق النجاح

هب أن حياتك مستقرة ودخلك الحالى كافٍ، بل ويُغطي حجم نفقاتك ومصروفاتك وأنت تعيش سعيداً في حياتك ومن حولك كذلك، ولكن كل هذه الأشياء هي مشاعر عادية يشعُر بها الكثيرون، ولكن عندما تبدأ في استغلال طاقاتك ومهاراتك بشكل أمثل ستُصبح أفضل، وستُدرك أنك تمنح كل من حولك أفضل وأكثر مما كانوا عليه، بل ستعطي النجاح لأكثر مَن يستحقه، ألا وهو نفسك التي تكِدّ وتجتهد من أجل مستقبل مزدهر.

حاكِ النجاح

استفسر عن كيفية الوصول للقمة في الأشياء التي تخصك، وما هي أدوات ومقومات النجاح، ثم قُم بالتدرب على ذلك، وابحث عن شعاع الضوء حتى وإن كان خيطاً صغيراً في نهاية أي طريق أو نفق مظلم، فالنجاح بدايته مجموعة من التجارب غير الناجحة، والفشل هو الاكتفاء بالمحاولات غير الناجحة فقط؛ لذلك اثبت على الطريق حتى وإن فقدت فيه الرفيق.

نهاية الحلم

كُن شخصاً مسؤولاً وتحمَّل كل ما ستعانيه في رحلتك، وضع نهاية الحلم بنتيجته وليس بطول المدة أو بمقدار التحمل للمصاعب، وكن في سباق مع حلمك، فإما أن تهزمه أو يهزمك.

استثمر في بدائل

قد نضع كل ما نملك في تجارة معينة، ثم نُقيم الربح والخسارة بما نجنيه من أموال أو ما نفقده، ولكن الأفضل أن يكون التقييم لما تحصلت عليه من خبرات ومعارف قد تُعينك على البدء من جديد في حال الخسارة لتعويض ما فقدت، أو أن تستفيد بما تحصلت عليه من أجل العمل على اتساع رقعة نشاطك، وزيادة حجم أعمالك؛ لتصل إلى مكانة أعلى.

الثقة

ثِق فيما تقوم بفعله، وثِق في نفسك وعملك وفي كل من حولك، وقُم بأداء ما يوكل إليك من مهام بأفضل صورة، وتخيَّر المهام الصعبة، ولا تنتقِ الأسهل فمن يقوم بالصعب يتم الاعتماد عليه، ولا يُمكن الاستغناء عنه بسهولة، وتحلَّ بالصبر.

مردود النجاح

يتمنى الكثيرون أن ينالوا النجاح السريع، ولكن التميز لا يجيء من الأعمال البسيطة التي يُمكن لأي شخص أن يقوم بها، بل يأتي التميز من إنجاز الأشياء المعقدة التي تحتاج الكثير من الوقت والجهد، ثم بعد ذلك يُمكن أن تُنجز بسرعة لامتلاك صاحبها المهارة اللازمة لذلك، وتمكنه من أسرارها الخفية التي تجعله يصل للمطلوب في وقت أقل مما يحتاجه غيره من عديمي الخبرة والمهارة.

عوائد المعاناة

لا يمكن أن يتم حصرها، ولكن من أهمها المهارات التي تم اكتسابها في طريق النجاح من شجاعة وثقة وإقدام وتذوق لطعم الانتصار، وصولاً للتغيير المصاحب لشخصيتك وتعديل منظورك للحياة بصفة عامة.

الشغف

قُم بعمل ما تحب، وتعلَّم كيفة القيام به بشكل سليم، ثم استمر بالقيام به حتى تتقنه، وإن كان متقناً قُم بتطوير نفسك والعمل على الوصول لمراحل الإبداع والتميز، فلن يقدم لك أحد حلمك على طبق من فضة، بل أنت من ستصنعه، فمهما كانت صعوبته فهو يستحق هذا الجهد.

المستقبل

لا تنظر لما أنت عليه الآن، بل ما ستصل إليه في المستقبل؛ لذلك انظر دائماً لأعلى إما بالدعاء لله أو للمرتبة التي ستصل عليها بعد النجاح.

وفي الختام.. فإن خط النهاية لأي سباق ليس سوى علامة ومحطة في حياتك، ولكن السباق مستمر طالما أن القلب نابض، والعقل واعٍ، والأمل عالٍ، والسعي حثيث نحو النجاح، واليقين بالله هو المحرك وشرارة الانطلاق في كل الأحوال.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: سيمنار للمدرب ليز براون بعنوان "إنه ممكن تحقيقه".