الأربعاء، 28 فبراير 2018

"تُستخدم في قتل الناس".. بيل غيتس يحذر من الجانب المظلم للعملات الإلكترونية

"تُستخدم في قتل الناس".. بيل غيتس يحذر من الجانب المظلم للعملات الإلكترونية

بعدما طالب بيل غيتس، المؤسِّس المشارك لشركة مايكروسوفت، مؤخراً، شركة آبل ببناء "باب خلفي" في أجهزتها النقالة آيفون (أي فك شيفرة الهاتف)؛ لكون الحكومة ستطلب ذلك الأمر على أي حال- فإنه يحذِّر الآن من أن العملة المشفرة تقتل الناس.

وأوضح غيتس، كما ذكرت شبكة CBNC في أثناء جلسة "اسألوني عن أي شيء" على منتدى ريديت، الثلاثاء 27 فبراير/شباط 2018، أنه يعتقد أن العملة المشفرة سيئة بالفعل؛ لأنها تُساعد وتُحرِّض الأشخاص الذي يرغبون في الحفاظ على سرية تعاملاتهم المالية من الحكومة، نقلاً عن موقع Gizmodo.

وبدا غيتس قَلِقاً -على الأخص- بشأن ما إذا كانت ثورة سلسلة الكتل هي -في الغالب- ثورةٌ في الجرائم المالية والإرهاب وتجارة المخدرات؛ لذلك فإنها تقتل الأشخاص "بطريقة مباشرة إلى حدٍّ ما".

وقال: "السمة الرئيسية للعملات المشفرة هي هويتها المخفية. لا أعتقد أن هذا أمرٌ جيد. فقدرة الحكومات على اكتشاف غسل الأموال والتهرُّب الضريبي وتمويل الإرهاب أمرٌ جيد.

أما الآن، فالعملات المشفرة تُستَخدَم لشراء الفينتانيل (دَوَاءٌ مُسَكِّنٌ) ومواد مُخدِّرة أخرى؛ لذلك فهي تكنولوجيا فريدة في تسبُّبها بوفياتٍ بطريقةٍ مباشرةٍ إلى حدٍّ ما. أعتقد أن موجة المضاربات على الإصدارات المالية للعملة والعملات المشفرة بالغة الخطورة بالنسبة لأولئك الذين يتعاملون بها".



كلامه قد يكون صحيحاً





ومن الناحية الموضوعية، لا يمكن اعتبار غيتس مخطئاً في ذلك؛ فمجال التشفير مليء إلى حد التخمة بالسرقة الصريحة ونظم التلاعب بقيمة الأسهم، وفقاً لموقع Gizmodo المتخصص في التكنولوجيا.

في حين تدَّعي السلطات أن المجرمين بكل أرجاء العالم يُخفون أرباحاً بالمليارات في عملاتٍ مختلفة. وصحيحٌ أن النقود الورقية، من الناحية التقنية، مجهولة المصدر بصورة غامضة، بمعنى أنها تُتداول بِحريةٍ دون أن يجري تعقُّبها في كل الأوقات، لكنها أصعب بكثير في نقلها سراً من تلك المشفرة (إذ يجب عليك حمل النقود الورقية، وهو صعبٌ عملياً، كما يَصعُب نقلها عبر المؤسسات المالية التي تراقبها الحكومة).

ويبدو أيضاً أن أنواعاً جديدة من العملة الرمزية قد ظهرت في أعقاب البيتكوين، لديها خصائص ملائمة للجرائم، مثل تمتعها بقدرٍ أكبر من إخفاء الهوية وسجلات المعاملات الخفية.

لكن هذا التحول صار مقوَّضاً نوعاً ما بكون البيتكوين باهظة القيمة بالنسبة للمجرمين، ومن جانب آخر ببدء تحسُّن السلطات في مجال تعقب وإفشال المجرمين الذين يحاولون إخفاء هويتهم بالتشفير.

وهناك حقيقة أن بعض الجرائم التي لمَّح إليها غيتس، مثل الاتجار بالمخدرات والإرهاب، لها عنصر مادي لا يمكن الاستغناء عنه. فإذا كنت تاجر مخدرات أو إرهابياً، فعند مرحلة ما ستضطر إلى التعامل فعلياً مع مخدرات أو أسلحة أو قنابل، وعمليات الدفع أو التمويل هي فقط جزء واحد من المعادلة حول كيف يمكن للشرطة تَعقُّبك.

يمكن للسلطات أيضاً كبح النشاط المشفر غير الشرعي، عن طريق محاولة الوصول إلى النقاط الصلبة، حيث تتلاقى سلسلة الكتل للضرورة في الحياة الفعلية، مثل التبادلات حين تتحوَّل العملات الرمزية إلى أموال نقدية، ويبدو أنها بالفعل تقوم بذلك.

في البلدان الأكثر ثراءً، يهبط معدل الجريمة بصورةٍ كبيرة، ربما يعود الأمر جزئياً إلى أن السلطات أفضل في قدرتها على استخدام التكنولوجيا في محاربة الجريمة من استخدام المجرمين لها لزيادة معدلاتها. ومشاكل مثل وباء الأفيون أيضاً، هي أعمق بكثير من طريقة الدفع المستخدمة أياً كانت.


المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/28/story_n_19340314.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi


تعبيراتتعبيرات