يعرف السوريون، موالون ومعارضون، اسمَ "النمر"، وهو اللقب الذي نُسب للعقيد في قوات نظام بشار الأسد، سهيل الحسن، الذي عُرف عنه وعن قواته القسوة المفرطة التي يستخدمونها ضد المدنيين في المناطق الخارجة عن السيطرة، وخلال معاركهم التي يخوضونها ضد قوات المعارضة.
ويلعب الحسن دوراً رئيساً في العملية العسكرية الواسعة التي تشنها قوات النظام على الغوطة الشرقية، وظهر "النمر" في قلب العاصمة دمشق، التي تبعد عنها معارك الغوطة كيلومترات معدودة، وبدأ الرجل الضخم الملتحي في الكلام، فيما رفع العديد من الرجال هواتفهم الجوالة لتصويره.
وبينما كان يرسل رسالة إلى قوات المعارضة في الغوطة الشرقية: ستلهبهم "نيران الجحيم" إذا ما أظهروا أيَّ مقاومة لقواته. صاح أحد الرجال من الحشد: "في خدمتكم سيدي النمر!".
وخلال سنوات الحرب في سوريا، أصبح الحسن، الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية مثل بشار الأسد من المشاهير، وفقاً لما ذكرته مجلة The Atlantic الأميركية، السبت 3 مارس/آذار 2018.
وفي الفترة التي سبقت تدخّل روسيا في خريف عام 2015، أُشيع أن الحسن قد أصيب بجروح قاتلة في المعركة. لكنه عاد مرة أخرى، وتحوَّل إلى بطل النظام مع قاعدة جماهيرية متنامية، وكثير من المعجبين على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويتكهَّن البعض بأن "النمر الحقيقي" قد قُتل، وأن هذا الرجل كان شبيهه الذي وظَّفه النظام لرفع الروح المعنوية، بعد الهزائم الكبرى التي عانى منها قبل أن تأتي روسيا لإنقاذه.
وعلى عكس الأسد، الأكثر هدوءاً، كان الحسن البالغ من العمر 48 عاماً، يتفاخر بجهوده لإبادة أعداء النظام. وقد حبَّبه هذا إلى الموالين للنظام، وعلى ما يبدو إلى فلاديمير بوتين، رئيس روسيا.
وبينما كان يلقي خطابه الناري ذلك اليوم على مشارف الغوطة، وقف بجواره أربعة جنود غامضو المظهر، يرتدون معدات قتالية كاملة وأقنعة. ويبدو أنهم جزء من الترتيبات الأمنية الشخصية التي يقدمها الروس.
وتنفيذاً لوعيد الحسن، فتحت قوات النظام والروس نيران الجحيم على الغوطة الشرقية، بعد فترة قصيرة من خطاب "النمر". نشر المتحدثون باسم الجيش الروسي في سوريا مجموعةً من الرسائل عبر حسابات التواصل الاجتماعي الرسمية، التي تؤكد أن الحسن، قائد ما يسمى بـ"قوات النمور"، هو قائد القوات البرية التي تحاصر المنطقة.
وقالت الرسائل إن روسيا تدعم الحسن ورجاله بضربات جوية ودبابات T-90 الروسية، وقاذفات متعددة الصواريخ من طراز BM-30 (التي تعتبر من بين أكثر القاذفات فتكاً في العالم)، وصواريخ توتشكا الباليستية.
وقال ألكسندر إيفانوف، المتحدث باسم القوات الروسية المتمركزة في قاعدة حميميم الجوية في غربي سوريا، على صفحة الفيسبوك الرسمية للقاعدة "سنقدم الدعم الجوي اللازم لقوات العميد سهيل الحسن، لدينا ثقة حقيقية في قدرتهم على إنجاز المهمة".
وفي وقت لاحق، أفاد موقع إنترنت موالٍ للنظام السوري أيضاً، بأن العديد من ضباط الجيش الروسي كانوا على الأرض يعملون مع الحسن في مركز قيادة في الغوطة الشرقية.
ومنذ بدء الحملة التي تدعمها روسيا لاستعادة الغوطة الشرقية، في 18 فبراير/شباط 2018، قُتل ما لا يقل عن 600 مدني، منهم 100 طفل على الأقل. وأصيب عدة آلاف بجراح. وفي نهاية الأسبوع الماضي، أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو إلى وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً فى جميع أنحاء سوريا، إلا أنه لم يُطبق حتى الآن.
وفي عدة مناسبات، اعترف الجيش الروسي بتدريب وتجهيز ما سمَّاه "فصائل" تعمل تحت قيادة الحسن. وهذه الجماعات، مثل "قوات النمور" وفيلقي الهجوم التطوعيين الرابع والخامس، هي مجموعات شبه عسكرية مرتبطة بقوات النظام.
وهناك أيضاً تقارير تفيد بأن روسيا تدفع رواتب هذه التشكيلات التي تشبه الميليشيات. ومع ذلك، فقد أشارت روسيا إلى دعمها للحسن وقواته لإثبات ادعاءين: أن الجيش الروسي وشركاءه المحليين هزموا الدولة الإسلامية في سوريا، وأن القوات الروسية، على عكس الجيش الأميركي وغيره، تعمل مع "القوات الحكومية المشروعة"، وليس مع الميليشيات أو المرتزقة.
وقبل أن يصبح الحسن القائد السوري المفضل لدى بوتين، ربطت جماعات حقوق الإنسان السورية والدولية بينه وبين بعض أسوأ الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد.
ففي بداية الاحتجاجات السلمية المناهضة للنظام في عام 2011، قاد الحسن عمليات خاصة لإدارة المخابرات الرهيبة التابعة للقوات الجوية السورية في دمشق، وانضم هو ورجاله للقوات السورية، لضمان تنفيذ أوامر إطلاق النار على المتظاهرين وقتلهم، وفقاً لشهادات الشهود التي جمعتها هيومن رايتس ووتش.
وبعد فترة ليست طويلة من بدء المظاهرات المناهضة للحكومة، أشرف الحسن أيضاً على تعذيب المتظاهرين في كثير من الأحيان. كما ارتبط هو ووحدته بإحدى أكثر المجازر دموية ضد المتظاهرين في محافظة درعا الجنوبية، في نهاية أبريل/نيسان 2011، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 100 شخص، وفقاً لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
وحين فتحت الاحتجاجات الطريق أمام الصراع المسلح في أواخر عام 2011، نُقل الحسن إلى قاعدة حماة الجوية في وسط سوريا. وقال العديد من الذين قاتلوا معه في الفترة من 2012 إلى 2014، إنه حين ازدادت الانشقاقات في الجيش السوري، انضمَّ الحسن إلى قوة تتكون من الوحدات الموالية للأسد في الجيش والميليشيات العلوية.
وقالت المجلة الأميركية إن "أحد جنرالات الجيش السوري في ذلك الوقت، ذكر أن الحسن كان مسؤولاً عن واحدة على الأقل من المذابح التي ارتكبت في عام 2012 في حماة، في القرى المتهمة بإيواء قوات المعارضة والمنشقين عن الجيش".
وقال العميد جمال يونس، قائد الكتيبة الجوية 555 من الفرقة الرابعة للجيش السوري، في عام 2014: "في تريمسة، أحطنا بهم أنا وسهيل وذبحنا نحو 250"، في إشارة إلى قرية واحدة استهدفوها. وامتد أسلوب الأرض المحروقة الذي استخدمه إلى محافظتي إدلب وحلب المجاورتين.
والحسن هو من بين شخصيات نظام الأسد الذي سيسعى المحامون والناشطون السوريون المقيمون في الخارج وزملاؤهم الغربيون لمحاكمتهم في جرائم الحرب.
وقال أنور البني، وهو محامٍ في مجال حقوق الإنسان يمثل ضحايا التعذيب في النظام السوري، "سهيل الحسن شخص متوحش. إنه مرتبط بمذابح لا حصر لها حدثت عندما خشي بشار من أن نظامه سوف ينهار في عام 2012، وكان يفكر في إنشاء دولة علوية رجعية من بقايا نظامه".
وفي الوقت نفسه، يبدو أن وسائل الإعلام الحكومية لديها شهية غير محدودة لاستغلال النمر. فقد وصفته النشرات والقصص الصحفية بأنه "أحد القادة العسكريين الأكثر شهرة في سوريا"، ووصفت قوات النمر بأنها لا تقهر.
وقد تبنَّت موسكو الحسن علناً. ومنحه جيراسيموف سيفاً خلال حفل أقيم في حميميم بسبب "شجاعته" الواضحة في تنفيذ العملية. (وقد حصل قبل عام على واحد من أرفع الأوسمة في الجيش الروسي).
وحض الحسن مع الأسد، الذي يشغل رتبة مشير، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة السورية، اجتماعاً مع بوتين في قاعدة حميميم، وذلك للاحتفال بهزيمة داعش في ديسمبر/كانون الأول.
وقال بوتين للحسن في حديث بثَّته روسيا اليوم: "زملاؤك الروس قالوا لي إنك ورجالك تحاربون بحزم وبشجاعة، وبطريقة موجهة نحو النتائج. أرجو أن يسمح لنا هذا التعاون بتحقيق المزيد من النجاح للمضي قدماً". وضع الحسن، الذي كان جالساً على الجانب الآخر من بوتين، يده على قلبه، وأومأ برأسه ممتناً.
ومع أن المعركة في الغوطة الشرقية لم تنته بعد، فإن بعض مؤيدي الأسد يتحدثون بالفعل عن نصر النمر عند "بوابات الأسد" في دمشق. النمر نفسه يشبه دمشق بعروس تنتظره هو ورجاله "ليلبسها رداء النصر".
وكانت مجلة شبيغل الألمانية قد نشرت تقريراً مطولاً، تحدَّثت فيه الحسن، وعن الأسباب التي قد تدفع النظام السوري لاغتياله، وركَّز التقرير بشكل رئيسي على علاقة النمر بالنظام وروسيا، ووصفه بمجرم الحرب.
واعتبرت المجلة أن علاقته القوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تدفع النظام لاغتياله، فهناك شكوك حول سعي روسيا لبناء خلف محتمل، في حال اضطرت إلى إسقاطه كجزء من التسوية، وهنا سيكون الحسن، الذي وبحسب الصحيفة لديه شهرة كبيرة بالنسبة للشباب الذين يحبون التقاط الصور بجانبه.
كيف سينتهي الحال بالحسن؟ رغم أن موسكو تحبه، يرى بعض معارضي نظام الأسد أن النمر، وهو شريك قوي وشعبي للروس في إطار نظام مكون لعبادة زعيم واحد، قد يكون ناجحاً أكثر من اللازم، مما قد يضر بمصالحه. وقالوا إنه من المرجح أن يسعى نظام الأسد إلى تصفيته وإلقاء اللوم على "الإرهابيين"، وهو المصير الذي لاقاه الكثيرون داخل النظام، من الذين حاولوا سرقة "بريق الأسد".
ويلعب الحسن دوراً رئيساً في العملية العسكرية الواسعة التي تشنها قوات النظام على الغوطة الشرقية، وظهر "النمر" في قلب العاصمة دمشق، التي تبعد عنها معارك الغوطة كيلومترات معدودة، وبدأ الرجل الضخم الملتحي في الكلام، فيما رفع العديد من الرجال هواتفهم الجوالة لتصويره.
وبينما كان يرسل رسالة إلى قوات المعارضة في الغوطة الشرقية: ستلهبهم "نيران الجحيم" إذا ما أظهروا أيَّ مقاومة لقواته. صاح أحد الرجال من الحشد: "في خدمتكم سيدي النمر!".
وخلال سنوات الحرب في سوريا، أصبح الحسن، الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية مثل بشار الأسد من المشاهير، وفقاً لما ذكرته مجلة The Atlantic الأميركية، السبت 3 مارس/آذار 2018.
"يتفاخر بإبادة الأعداء"
وفي الفترة التي سبقت تدخّل روسيا في خريف عام 2015، أُشيع أن الحسن قد أصيب بجروح قاتلة في المعركة. لكنه عاد مرة أخرى، وتحوَّل إلى بطل النظام مع قاعدة جماهيرية متنامية، وكثير من المعجبين على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويتكهَّن البعض بأن "النمر الحقيقي" قد قُتل، وأن هذا الرجل كان شبيهه الذي وظَّفه النظام لرفع الروح المعنوية، بعد الهزائم الكبرى التي عانى منها قبل أن تأتي روسيا لإنقاذه.
وعلى عكس الأسد، الأكثر هدوءاً، كان الحسن البالغ من العمر 48 عاماً، يتفاخر بجهوده لإبادة أعداء النظام. وقد حبَّبه هذا إلى الموالين للنظام، وعلى ما يبدو إلى فلاديمير بوتين، رئيس روسيا.
وبينما كان يلقي خطابه الناري ذلك اليوم على مشارف الغوطة، وقف بجواره أربعة جنود غامضو المظهر، يرتدون معدات قتالية كاملة وأقنعة. ويبدو أنهم جزء من الترتيبات الأمنية الشخصية التي يقدمها الروس.
دعم روسي لـ"النمر"
وتنفيذاً لوعيد الحسن، فتحت قوات النظام والروس نيران الجحيم على الغوطة الشرقية، بعد فترة قصيرة من خطاب "النمر". نشر المتحدثون باسم الجيش الروسي في سوريا مجموعةً من الرسائل عبر حسابات التواصل الاجتماعي الرسمية، التي تؤكد أن الحسن، قائد ما يسمى بـ"قوات النمور"، هو قائد القوات البرية التي تحاصر المنطقة.
وقالت الرسائل إن روسيا تدعم الحسن ورجاله بضربات جوية ودبابات T-90 الروسية، وقاذفات متعددة الصواريخ من طراز BM-30 (التي تعتبر من بين أكثر القاذفات فتكاً في العالم)، وصواريخ توتشكا الباليستية.
وقال ألكسندر إيفانوف، المتحدث باسم القوات الروسية المتمركزة في قاعدة حميميم الجوية في غربي سوريا، على صفحة الفيسبوك الرسمية للقاعدة "سنقدم الدعم الجوي اللازم لقوات العميد سهيل الحسن، لدينا ثقة حقيقية في قدرتهم على إنجاز المهمة".
وفي وقت لاحق، أفاد موقع إنترنت موالٍ للنظام السوري أيضاً، بأن العديد من ضباط الجيش الروسي كانوا على الأرض يعملون مع الحسن في مركز قيادة في الغوطة الشرقية.
ومنذ بدء الحملة التي تدعمها روسيا لاستعادة الغوطة الشرقية، في 18 فبراير/شباط 2018، قُتل ما لا يقل عن 600 مدني، منهم 100 طفل على الأقل. وأصيب عدة آلاف بجراح. وفي نهاية الأسبوع الماضي، أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً يدعو إلى وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً فى جميع أنحاء سوريا، إلا أنه لم يُطبق حتى الآن.
وفي عدة مناسبات، اعترف الجيش الروسي بتدريب وتجهيز ما سمَّاه "فصائل" تعمل تحت قيادة الحسن. وهذه الجماعات، مثل "قوات النمور" وفيلقي الهجوم التطوعيين الرابع والخامس، هي مجموعات شبه عسكرية مرتبطة بقوات النظام.
وهناك أيضاً تقارير تفيد بأن روسيا تدفع رواتب هذه التشكيلات التي تشبه الميليشيات. ومع ذلك، فقد أشارت روسيا إلى دعمها للحسن وقواته لإثبات ادعاءين: أن الجيش الروسي وشركاءه المحليين هزموا الدولة الإسلامية في سوريا، وأن القوات الروسية، على عكس الجيش الأميركي وغيره، تعمل مع "القوات الحكومية المشروعة"، وليس مع الميليشيات أو المرتزقة.
جرائم حرب
وقبل أن يصبح الحسن القائد السوري المفضل لدى بوتين، ربطت جماعات حقوق الإنسان السورية والدولية بينه وبين بعض أسوأ الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد.
ففي بداية الاحتجاجات السلمية المناهضة للنظام في عام 2011، قاد الحسن عمليات خاصة لإدارة المخابرات الرهيبة التابعة للقوات الجوية السورية في دمشق، وانضم هو ورجاله للقوات السورية، لضمان تنفيذ أوامر إطلاق النار على المتظاهرين وقتلهم، وفقاً لشهادات الشهود التي جمعتها هيومن رايتس ووتش.
وبعد فترة ليست طويلة من بدء المظاهرات المناهضة للحكومة، أشرف الحسن أيضاً على تعذيب المتظاهرين في كثير من الأحيان. كما ارتبط هو ووحدته بإحدى أكثر المجازر دموية ضد المتظاهرين في محافظة درعا الجنوبية، في نهاية أبريل/نيسان 2011، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 100 شخص، وفقاً لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
وحين فتحت الاحتجاجات الطريق أمام الصراع المسلح في أواخر عام 2011، نُقل الحسن إلى قاعدة حماة الجوية في وسط سوريا. وقال العديد من الذين قاتلوا معه في الفترة من 2012 إلى 2014، إنه حين ازدادت الانشقاقات في الجيش السوري، انضمَّ الحسن إلى قوة تتكون من الوحدات الموالية للأسد في الجيش والميليشيات العلوية.
وقالت المجلة الأميركية إن "أحد جنرالات الجيش السوري في ذلك الوقت، ذكر أن الحسن كان مسؤولاً عن واحدة على الأقل من المذابح التي ارتكبت في عام 2012 في حماة، في القرى المتهمة بإيواء قوات المعارضة والمنشقين عن الجيش".
وقال العميد جمال يونس، قائد الكتيبة الجوية 555 من الفرقة الرابعة للجيش السوري، في عام 2014: "في تريمسة، أحطنا بهم أنا وسهيل وذبحنا نحو 250"، في إشارة إلى قرية واحدة استهدفوها. وامتد أسلوب الأرض المحروقة الذي استخدمه إلى محافظتي إدلب وحلب المجاورتين.
مساعٍ لمحاكمة الحسن
والحسن هو من بين شخصيات نظام الأسد الذي سيسعى المحامون والناشطون السوريون المقيمون في الخارج وزملاؤهم الغربيون لمحاكمتهم في جرائم الحرب.
وقال أنور البني، وهو محامٍ في مجال حقوق الإنسان يمثل ضحايا التعذيب في النظام السوري، "سهيل الحسن شخص متوحش. إنه مرتبط بمذابح لا حصر لها حدثت عندما خشي بشار من أن نظامه سوف ينهار في عام 2012، وكان يفكر في إنشاء دولة علوية رجعية من بقايا نظامه".
وفي الوقت نفسه، يبدو أن وسائل الإعلام الحكومية لديها شهية غير محدودة لاستغلال النمر. فقد وصفته النشرات والقصص الصحفية بأنه "أحد القادة العسكريين الأكثر شهرة في سوريا"، ووصفت قوات النمر بأنها لا تقهر.
وقد تبنَّت موسكو الحسن علناً. ومنحه جيراسيموف سيفاً خلال حفل أقيم في حميميم بسبب "شجاعته" الواضحة في تنفيذ العملية. (وقد حصل قبل عام على واحد من أرفع الأوسمة في الجيش الروسي).
وحض الحسن مع الأسد، الذي يشغل رتبة مشير، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة السورية، اجتماعاً مع بوتين في قاعدة حميميم، وذلك للاحتفال بهزيمة داعش في ديسمبر/كانون الأول.
وقال بوتين للحسن في حديث بثَّته روسيا اليوم: "زملاؤك الروس قالوا لي إنك ورجالك تحاربون بحزم وبشجاعة، وبطريقة موجهة نحو النتائج. أرجو أن يسمح لنا هذا التعاون بتحقيق المزيد من النجاح للمضي قدماً". وضع الحسن، الذي كان جالساً على الجانب الآخر من بوتين، يده على قلبه، وأومأ برأسه ممتناً.
ومع أن المعركة في الغوطة الشرقية لم تنته بعد، فإن بعض مؤيدي الأسد يتحدثون بالفعل عن نصر النمر عند "بوابات الأسد" في دمشق. النمر نفسه يشبه دمشق بعروس تنتظره هو ورجاله "ليلبسها رداء النصر".
هل يخلف الأسد؟
وكانت مجلة شبيغل الألمانية قد نشرت تقريراً مطولاً، تحدَّثت فيه الحسن، وعن الأسباب التي قد تدفع النظام السوري لاغتياله، وركَّز التقرير بشكل رئيسي على علاقة النمر بالنظام وروسيا، ووصفه بمجرم الحرب.
واعتبرت المجلة أن علاقته القوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تدفع النظام لاغتياله، فهناك شكوك حول سعي روسيا لبناء خلف محتمل، في حال اضطرت إلى إسقاطه كجزء من التسوية، وهنا سيكون الحسن، الذي وبحسب الصحيفة لديه شهرة كبيرة بالنسبة للشباب الذين يحبون التقاط الصور بجانبه.
كيف سينتهي الحال بالحسن؟ رغم أن موسكو تحبه، يرى بعض معارضي نظام الأسد أن النمر، وهو شريك قوي وشعبي للروس في إطار نظام مكون لعبادة زعيم واحد، قد يكون ناجحاً أكثر من اللازم، مما قد يضر بمصالحه. وقالوا إنه من المرجح أن يسعى نظام الأسد إلى تصفيته وإلقاء اللوم على "الإرهابيين"، وهو المصير الذي لاقاه الكثيرون داخل النظام، من الذين حاولوا سرقة "بريق الأسد".
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/03/04/story_n_19364192.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات