"دجاج الأميرة ديانا"، "سوبريم دي سومون رين ماري"، مع طبق جانبي من اللسان المُقدَّم مع هلام معدّ من خلاصة المرق المُتبَّل، وحلوى "بومب غلاسيه برينسس إليزابيث". لا شك أن قوائم طعام حفلات زفاف العائلة الملكية تتمتع بالرقي والتعقيد، لا سيما أن أطباقها تستمد أسماءها من اسمي العروسين، ناهيك عن كونها تُكتَب باللغة الفرنسية في أغلب الأحيان.
لكن الطعام الذي يقع عليه اختيار العروسين الملكيين يفوق كونه مجرد وجبة طعام؛ إذ إن قوائم الطعام التي يختارها العروسان بعناية فائقة هي عبارة عن تعبير ضمني عن حالة بريطانيا والمكانة التي تتمتع بها العائلة الملكية بين المجتمع البريطاني، على حد قول كاوري أوكونور، عالمة أنثروبولوجيا الطعام بكلية جامعة لندن البريطانية.
في هذا الصدد، قالت كاوري أوكونور: "لا علاقة للأمر بحب الطعام، هذا الطعام يُمثِّل إنكلترا ذاتها! جميع قوائم طعام مآدب الإفطار في حفلات الزفاف الملكية لها دلالة رمزية".
واستطردت قائلةً: "يمكن القول إنها أشبه بطقوس عميقة المغزى".
على سبيل المثال، عندما تزوج الأمير ألبرت من إليزابيث باوز ليون (الملكة إليزابيث الأم) في عام 1932، لم يكن هناك ما يشير إلى أنه سوف يتوّج يوماً ما ملكاً ويُعرف باسم الملك جورج السادس بعد أن تنازل شقيقه الأكبر عن العرش.
لكن حتى مع حقيقة أنه لم يكن وريثاً للعرش، لم تبخل العائلة الملكية بالمال في تكاليف حفل زفافه، وهو ما ظهر جلياً في قائمة طعام مأدبة الإفطار في حفل زفاف العروسين المذكورة أدناه:
حفل زفاف الأمير ألبرت وإليزابيث باوز ليون، 1932
قائمة الطعام
Consommé à la Windsor / حساء ويندسور
* * *
Suprême de Saumon, Reine Mary / شرائح السلمون المخلي على طريقة الملكة ماري
* * *
Cotelettes d’Agneau Prince Albert/ قطع لحم الحمل على طريقة الأمير ألبرت
* * *
Chapons à la Strathmore / دجاج على طريقة ستراثمور
* * *
Jambon et Langue découpe à l’Aspic/ لحم الخنزير واللسان مع هلام من خلاصة المرق المُتبَّل
Salade Royale/ سلطة على الطريقة الملكية
* * *
Asperges, sauce Crème Mousseuse/ الهليون المطبوخ في صلصة الموس الكريمية
* * *
Fraises, Duchesse Elizabeth/ فراولة على طريقة الدوقة إليزابيث
* * *
Paniers de Friandises / الحلوى
* * *
كافيه/ قهوة
تعقيباً على قائمة الطعام السابقة، قالت كاوري أوكونور، إنها تعكس ما كان يتوقعه الشعب البريطاني من عائلته الملكية آنذاك؛ إذ إنها عبارة عن وليمة من تسعة أطباق تتنوع ما بين اللحوم والأسماك.
وقالت مُفسِّرةً: "في عام 1923، كان الانهيار الاقتصادي والكساد الكبير الذي تلاه لا يزالان في علم الغيب".
وأضافت قائلةً: "كان عامة الشعب آنذاك يتوقعون من العائلة الملكية أن تُمتَّع أعينهم بمظاهر الفخامة والرقي في حفلات الزفاف، وأن تكون موائد الطعام بعدها عامرةً بكل ما لذ وطاب، وإلا كانوا سيشعرون بخيبة الأمل".
لكن في عام 1947، حين تزوجت الأميرة إليزابيث ابنة الـ21 عاماً بفيليب مونتباتن، كانت أيام احتفاء العامة بمظاهر بذخ العائلة الملكية قد ولت.
إذ كانت بريطانيا في ذلك الحين ترزح تحت وطأة الأزمة الاقتصادية التي عانت منها في أعقاب الحرب العالمية الثانية. نتيجةً لذلك، كان توزيع الغذاء بالبطاقات سمة من سمات الحياة اليومية في بريطانيا. وعلى ذلك، كانت الملكة إليزابيث ستتسبب في إحراج العائلة الملكية بأسرها أمام العامة، لو كانت مأدبة إفطار حفل زفافها قد جاءت على شاكلة الوليمة الباذخة التي أقامها والداها في حفل زفافهما، وفقاً لآن غراي، مؤرخة الطعام ومقدّمة برنامج Victorian Bakers الذي تعرضه الشبكة التلفزيونية البريطانية بي بي سي.
حفل زفاف الأميرة إليزابيث وفيليب مونتباتن، 1947
قائمة الطعام
Fillet de Sole Mountbatten/ شرائح سمك موسى مخلي على طريقة مونتباتن
* * *
Perdreau en Casserole/ طبق طائر الحجل المعدّ في الفرن
Haricot Verts/ فاصوليا خضراء
Pommes Noisette/ بطاطا على طريقة نوازيت
Salade Royale/ سلطة على الطريقة الملكية
* * *
Pommes Noisette/ كعكة المثلجات الكروية على طريقة الأميرة إليزابيث
Friandises / قطع حلويات صغيرة مسكّرة
* * *
الحلوى
* * *
كافيه/ قهوة
عوضاً عن ذلك، قدم قصر باكنغهام لضيوفه مأدبة غداء متواضعة من خمسة أطباق. فسَّرت مُؤرِّخة الطعام آن غراي ذلك بأن قائمة الطعام: "كانت موضوعة بعناية" والتزمت بالقواعد الصارمة التي وضعتها وزارة الغذاء البريطانية "مع تجاهل حقيقة أن تلك القيود لم تكن تنطبق على العائلة الملكية في واقع الأمر".
كان طاهي العائلة الملكية، الشيف دارين ماكغريدي، قد نشر تغريدة على موقع تويتر أرفق معها صورة لقائمة طعام الإفطار الخاص بحفل زفاف الملكة إليزابيث وفيليب مونتباتن في عام 1947، والمذكورة أعلاه، وقال معلقّاً: "هذا الأسبوع، تحتفل جلالة الملكة والأمير فيليب بالذكرى البلاتينية لزواجهما، ويصادف أن لديّ الوصفات الأصلية التي تمكنني من أن أعيد إعداد تلك القائمة مرة أخرى" مع وسمين، بعنوان "الذكرى البلاتينية لزواج جلالة الملكة" و"تاريخ".
وبطبيعة الحال، كانت العائلة الملكية في ذلك الوقت لا تزال تمتلك من المزارع وحدائق المطبخ ما يمدُّها بكل ما تحتاجه من اللحوم والفاكهة والخضراوات، على عكس الغالبية العظمى من رعاياها.
مع ذلك، كان يجب أن تظهر العائلة المالكة بمظهر الملتزم بقواعد السلوك.
في هذا الصدد، قالت المؤرخة آن غراي: "اختيارهم لطائر الحجل كان خياراً ذكياً؛ لأنه من لحم الطرائد، مما يعني أنه لم يكن واحداً من الأطعمة الخاضعة لنظام توزيع الغذاء بالبطاقات، إلى جانب أنه كان من السهل الحصول عليه من أراضي الصيد الواسعة التابعة لقلعة بالمورال".
وفي الوقت نفسه، جاءت كعكة زواج العروسين مكونة من أربع طبقات، بارتفاع 274 سنتيمتراً، حتى إنه قد أُطلق عليها اسم "كعكة الـ16 ألف كيلومتر". يرجع ذلك إلى أن العديد من مكونات تلك الكعكة كان هبةً من منظمة مرشدات أستراليا؛ بما أن نظام توزيع الغذاء بالبطاقات كان لا يزال مطبقاً بصرامة على الفواكه المجففة والسكر والزبد في بريطانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
لكن حين تقدّم الأمير تشارلز لخطِبة الليدي ديانا سبنسر، كانت سياسة التقشف السابقة قد باتت مجرد ذكرى طوتها الأيام.
وسرعان ما لُقِّبَت مراسم زواجهما الوشيكة باسم "حفل زفاف القرن العشرين"، واحتشد أكثر من 3500 ضيف في كاتدرائية القديس بولس بالعاصمة البريطانية لندن لمشاهدة "عروسيّ الأحلام" يتبادلان عهود الزواج.
واحتفالاً بزواج وريث العرش، أقامت العائلة الملكية مأدبةً من أربعة أطباق استضافتها جلالة الملكة بنفسها في قصر باكنغهام.
قائمة الطعام
Quenelles de Barbue Cardinal / كونيل سمك البريل مع صلصة سرطان البحر
* * *
Supreme de Volaille Princess de Galles/ قطع الدجاج المخلي المُعد على طريقة
أميرة ويلز (صدور دجاج محشوة مع صلصة موس الحمل)
Fèves au Beurre/ فاصوليا بالزبد
Maïs à la crème/ حساء الذرة بالقشدة
Pommes Nouvelles/ بطاطا جديدة
* * *
Salade/ سلطة
* * *
Fraises/ فراولة
Crème Caillée/ قشدة مخثرة
ومن جانبها، ترى المؤرخة والكاتبة المتخصصة بالطعام، أنجيلا كلوتون، أن قائمة الطعام السابقة تعكس ازدواجية حقيقة أن العروسين كانا لا يزالان في مقتبل العمر، إذ كانت الأميرة ديانا تبلغ من العمر 20 عاماً فقط وقت زفافها، وحقيقة أن مستقبل العائلة المالكة كمنظومة تاريخية عريقة يقع على عاتقهما.
إذ قالت في تصريح أدلت به لموقع هاف بوست النسخة الأميركية: "من المثير للاهتمام كيف أن قائمة الطعام تلك قد حافظت على التقليد المتبع في حفلات الزفاف الملكية، بأن تكون باللغة الفرنسية، وأن تسمى الأطباق فيها تيمناً بالعروسين".
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه العادة هي عادة معروفة بين أفراد العائلة المالكة والطبقة الأرستقراطية البريطانية منذ زمن طويل؛ إذ إن الأطباق التي قُدِّمَت في مآدب زفاف الملكة إليزابيث والملك جورج السادس كانت تحمل أسماء أفراد العائلة المالكة أيضاً.
واستطردت أنجيلا كلوتون قائلةً: "وهذا هو ما يجعل اختيار قائمة الطعام هذه متماشياً مع تقاليد العائلة المالكة أكثر من أي حفل زفاف آخر في ذلك الوقت".
وأضافت قائلةً: "لكن من الناحية الأخرى، لا شك أن قائمة الطعام هذه أبسط من قوائم الطعام المقدّمة في الأجيال السابقة، فضلاً عن أن عدد الأطباق بها أقل من ذي قبل".
واختتمت بقولها: "وهذا بالتأكيد يدل على أن العائلة المالكة قد بدأت تتبع نهجاً أكثر مواكبةً للعصر".
بلغ هذا الأمر حداً وصلت معه مراسم زواج الأمير تشارلز وكاميلا باركر باولز في عام 2005 إلى حال أكثر تحفظاً بكثير، مقارنةً بمراسم الزواج الباذخة السابقة.
فقد كان حفل زفافهما عبارة عن مراسم زواج مدنية أُقيمت في مبنى بلدية ويندسور، المعروف باسم ويندسور غيلدهول، في غياب الملكة، تلاه مباركة العروسين وحفل استقبالهما في قلعة ويندسور؛ وهي مراسم بعيدة كل البعد عن مراسم زفاف الأمير تشارلز من زوجته الأولى الأميرة ديانا في كاتدرائية القديس بولس التي شاهدها ما يزيد على 750 مليون شخص من جميع أنحاء العالم.
وبما أن الأميرة ديانا، التي كانت تحظى بحب الشعب البريطاني لدرجة أنها عُرِفَت بـ"أميرة الشعب"، كانت قد أفصحت علناً عن تفاصيل العلاقة بين زوجها الأمير تشارلز والدوقة كاميلا، ووصفتها وصفاً مؤثراً قبل وفاتها، فقد انقسم الرأي العام البريطاني ما بين مؤيد ومعارض لخبر زواج الأمير ثانيةً.
مما جعل العروسين بدورهما يختاران إقامة حفل زفاف أكثر تواضعاً وخصوصية، وظهر قرارهما هذا في اختيارهما لقائمة طعام مأدبة الإفطار الخاصة بحفل زفافهما، وهي كالآتي:
حفل زفاف الأمير تشارلز وكاميلا باركر باولز، 2005
قائمة الطعام *
أولاً، الشطائر:
شطائر خبز الحبوب الكاملة بالبيض والجرجير
شطائر الخبز البني بالسلمون المدخن
شطائر خبز الدقيق الأبيض ولحم الغزال المشوي
وصلصة توت بالمورال البري والنبيذ الهلامية
Roast venison with Balmoral redcurrant and port jelly on white bread
ثانياً، الشطائر المفتوحة:
شطيرة لحم الغزال المشوي وصلصة توت بالمورال البري الهلامية
لفائف الخبز الطرية المحشوة بالقريدس المطبوخ في قدر
ثالثاً، المقبلات الساخنة
معجنات كورنوال صغيرة
معجنات نباتية صغيرة
كعكات صغيرة بالخضراوات المشوية وجبن البارميزان
رابعاً، المعجنات الصغيرة
قطع حلوى الموز والكراميل
كعكات صغيرة بالفراولة
حلوى الفادج والموكا المغطاة بطبقة من الشوكولاتة اللامعة
كعكات الليمون المكرمل
كعكات مدورة صغيرة عادية محشوّة بالقشدة المخثرة على طريقة كورنوال
ومربى الفراولة الدوقية
كعكة الفراولة المعدّة في القدر المزدوج
أقماع المثلجات الصغيرة
وتعليقاً على قائمة الطعام السابقة، قال غرانت هارولد، كبير خدم العائلة الملكية سابقاً وأحد الضيوف الذين حضروا حفل الزفاف، للنسخة البريطانية لهاف بوست: "أغلب أصناف قائمة الطعام كانت عبارة عن مقبلات ومشروبات".
ففي حركة جريئة تبتعد عن التقليد المتبّع في حفلات الزفاف الملكية، والمتمثل في إقامة مأدبة غداء في قصر باكنغهام، قُدّم للضيوف مأدبة مفتوحة حافلة بالأصناف الإنكليزية القديمة والجذابة من الشطائر والكعكات المدورة الصغيرة ومعجنات كورنوال الصغيرة.
واستأنف هارولد حديثه قائلاً: "كان حفل الزفاف يتمتع بطابع هادئ للغاية".
وقال مفسرّاً: "كان الأمر مدهشاً في الواقع: كنت أتبادل الحديث مع أحد أفراد العائلة المالكة، ثم مع أحد المشاهير بعدها بقليل. كان الأمر مذهلاً".
ثم أتى زواج الأمير ويليام من كاثرين ميدلتون في عام 2011، ليعلن ميلاد العائلة الملكية في ثوبها المعاصر، وقائمة الطعام المعاصرة، بطبيعة الحال.
وبما أن المُعلِّقين الملكيين كانوا يرون أن الزوجين يملكان نفس درجة "القرب من عامة الشعب" التي كانت تتمتع بها الأميرة ديانا والدة الأمير ويليام، فقد رحبوا بزواجهما باعتباره فرصةً كي تبتعد العائلة المالكة عن صورتها كمنظومة شديدة التحفظ والتزمت لدى عامة الشعب.
لكن قائمة الطعام لم تأتِ لتعكس عظمة مراسم زواج العروسين في دير ويستمنستر، التي لم تخفَ على أحد، ولا قائمة المدعوين للحفل الحافلة بألمع النجوم، بقدر ما جاءت لتعكس مظهر كيت وويليام المواكب للعصر، في مأدبة إفطار مكونة من خمسة أطباق "من أفضل أكلات المطبخ البريطاني"، وقد طُبعت القائمة باللغة الإنكليزية فقط، وهي كما يلي:
قائمة الطعام
شرائح سلمون جزيرة أوست الجنوبية المتبل بالخل، سلطعون خليج لايم مع الكركند
النرويجي من جزر الهيبريدز، سلطة الأعشاب الطازجة
* * *
شريحة لحم الحمل من قرية ماي بشمال منطقة هايلاند
لحم الحمل العضوي الممتاز، خضراوات الربيع من منزل هايغروف، الهليون على الطريقة الإنكليزية، بطاطا جيرسي رويال، صلصة ويندسور
* * *
طبق ثلاثي من مثلجات بيركشاير بالعسل وكعكة النبيذ والقشدة
وحلوى الشوكولاته المجمدة
* * *
قهوة أو شاي نعناع طازج
جدير بالذكر أن كتابة قوائم الطعام باللغة الفرنسية هو تقليد متبع منذ زمن طويل، يعود إلى الغزو النورماندي لإنكلترا في القرن الحادي عشر الميلادي، حين كانت اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للبلاط الملكي.
لكن حتى وإن كانت لغة قوائم الطعام قد عادت لتصبح اللغة الإنكليزية مرة أخرى، يظل الاعتقاد السائد وسط دوائر الأرستقراطيين هو أن النمط الفرنسي يعد المطبخ الأرفع مقاماً، وفقاً لعالمة أنثروبولوجيا الطعام كاوري أوكونور.
وقد فسّر كبير خدم العائلة المالكة سابقاً، غرانت هارولد، ذلك بقوله: "حين تقرر جلالة الملكة إقامة مأدبة عشاء في قصر باكنغهام، تكون قائمة الطعام باللغة الفرنسية عادةً".
واستكمل حديثه قائلاً: "وحين أقامت جلالة الملكة والدوق مأدبة العشاء التالية لمراسم زفاف أمير وأميرة ويلز، أقاماها حسب نمطهما؛ وكانت قوائم الطعام مكتوبة باللغة الفرنسية".
أما بخصوص ذكر الوصف الدقيق لأصول مكونات الأطباق في قائمة طعام حفل زفاف الأمير ويليام وكاثرين ميدلتون، فقد أضاف كبير الخدم سابقاً مفسراً: "لقد كان الهدف من ذلك هو أن تأتي قائمة الطعام مواكبةً للعصر، وأن تروِّج لأفضل أكلات المطبخ البريطاني".
ومع اقتراب يوم الأمير هاري وميغان ماركل المهم، المزمع إقامته الصيف القادم، بدأ ترقب ما سيقدمان في ذلك اليوم يزداد حدةً شيئاً فشيئاً.
في هذا الصدد، يقول ريتشارد فيتزويليام، وهو معلّق ملكي ذو باع طويل: "ميغان عروس ملكية فريدة من نوعها للغاية: فهي أميركية الجنسية، ومطلقة، ومختلطة الأعراق، وممثلة، وناشطة حقوقية".
وبما أن الأمير هاري هو الوريث الخامس للعرش، فمن المرجح أن يكون هو وعروسه متحكمين في تخطيط مراسم زواجهما أكثر من شقيقه ويليام وزوجته كيت في مراسم زواجهما عام 2011، التي كانت عبارة عن مناسبة شبه رسمية بدورها، على حد قول فيتزويليامز.
وتتوقع كاوري أوكونور، الأكاديمية بكلية جامعة لندن البريطانية، أن يظهر هذا جلياً في مأدبة الإفطار الخاصة بحفل الزفاف.
إذ قالت مستطردةً: "ميغان شخصية مثيرة للاهتمام، وتشتهر بآرائها الغريبة فيما يتعلق بالطعام وباهتمامها بتناول الطعام الصحي".
وأضافت: "إلى أي حد سيظهر هذا في قائمة طعام مأدبة زفافها؟ لا أدري، وإن كنت أتوقع بالتأكيد وجود عنصر أميركي ما في مكونات الطعام تكريماً لها".
واختتمت حديثها قائلةً: "قد يكون هذا العنصر الأميركي طعاماً محلياً ما، أو طعاماً مفضلاً لعائلتها، أو ربما يكون طعاماً يحمل معنى شخصي للعروسين".
لكن الطعام الذي يقع عليه اختيار العروسين الملكيين يفوق كونه مجرد وجبة طعام؛ إذ إن قوائم الطعام التي يختارها العروسان بعناية فائقة هي عبارة عن تعبير ضمني عن حالة بريطانيا والمكانة التي تتمتع بها العائلة الملكية بين المجتمع البريطاني، على حد قول كاوري أوكونور، عالمة أنثروبولوجيا الطعام بكلية جامعة لندن البريطانية.
في هذا الصدد، قالت كاوري أوكونور: "لا علاقة للأمر بحب الطعام، هذا الطعام يُمثِّل إنكلترا ذاتها! جميع قوائم طعام مآدب الإفطار في حفلات الزفاف الملكية لها دلالة رمزية".
واستطردت قائلةً: "يمكن القول إنها أشبه بطقوس عميقة المغزى".
على سبيل المثال، عندما تزوج الأمير ألبرت من إليزابيث باوز ليون (الملكة إليزابيث الأم) في عام 1932، لم يكن هناك ما يشير إلى أنه سوف يتوّج يوماً ما ملكاً ويُعرف باسم الملك جورج السادس بعد أن تنازل شقيقه الأكبر عن العرش.
لكن حتى مع حقيقة أنه لم يكن وريثاً للعرش، لم تبخل العائلة الملكية بالمال في تكاليف حفل زفافه، وهو ما ظهر جلياً في قائمة طعام مأدبة الإفطار في حفل زفاف العروسين المذكورة أدناه:
حفل زفاف الأمير ألبرت وإليزابيث باوز ليون، 1932
Consommé à la Windsor / حساء ويندسور
* * *
Suprême de Saumon, Reine Mary / شرائح السلمون المخلي على طريقة الملكة ماري
* * *
Cotelettes d’Agneau Prince Albert/ قطع لحم الحمل على طريقة الأمير ألبرت
* * *
Chapons à la Strathmore / دجاج على طريقة ستراثمور
* * *
Jambon et Langue découpe à l’Aspic/ لحم الخنزير واللسان مع هلام من خلاصة المرق المُتبَّل
Salade Royale/ سلطة على الطريقة الملكية
* * *
Asperges, sauce Crème Mousseuse/ الهليون المطبوخ في صلصة الموس الكريمية
* * *
Fraises, Duchesse Elizabeth/ فراولة على طريقة الدوقة إليزابيث
* * *
Paniers de Friandises / الحلوى
* * *
كافيه/ قهوة
تعقيباً على قائمة الطعام السابقة، قالت كاوري أوكونور، إنها تعكس ما كان يتوقعه الشعب البريطاني من عائلته الملكية آنذاك؛ إذ إنها عبارة عن وليمة من تسعة أطباق تتنوع ما بين اللحوم والأسماك.
وقالت مُفسِّرةً: "في عام 1923، كان الانهيار الاقتصادي والكساد الكبير الذي تلاه لا يزالان في علم الغيب".
وأضافت قائلةً: "كان عامة الشعب آنذاك يتوقعون من العائلة الملكية أن تُمتَّع أعينهم بمظاهر الفخامة والرقي في حفلات الزفاف، وأن تكون موائد الطعام بعدها عامرةً بكل ما لذ وطاب، وإلا كانوا سيشعرون بخيبة الأمل".
لكن في عام 1947، حين تزوجت الأميرة إليزابيث ابنة الـ21 عاماً بفيليب مونتباتن، كانت أيام احتفاء العامة بمظاهر بذخ العائلة الملكية قد ولت.
إذ كانت بريطانيا في ذلك الحين ترزح تحت وطأة الأزمة الاقتصادية التي عانت منها في أعقاب الحرب العالمية الثانية. نتيجةً لذلك، كان توزيع الغذاء بالبطاقات سمة من سمات الحياة اليومية في بريطانيا. وعلى ذلك، كانت الملكة إليزابيث ستتسبب في إحراج العائلة الملكية بأسرها أمام العامة، لو كانت مأدبة إفطار حفل زفافها قد جاءت على شاكلة الوليمة الباذخة التي أقامها والداها في حفل زفافهما، وفقاً لآن غراي، مؤرخة الطعام ومقدّمة برنامج Victorian Bakers الذي تعرضه الشبكة التلفزيونية البريطانية بي بي سي.
حفل زفاف الأميرة إليزابيث وفيليب مونتباتن، 1947
قائمة الطعام
The Queen and Prince Philip celebrate their platinum wedding anniversary next week. I have the original recipes to recreate the menu #PlatinumWedding #History pic.twitter.com/scgAshVJvP
— The Royal Chef (@DarrenMcGrady) November 15, 2017
Fillet de Sole Mountbatten/ شرائح سمك موسى مخلي على طريقة مونتباتن
* * *
Perdreau en Casserole/ طبق طائر الحجل المعدّ في الفرن
Haricot Verts/ فاصوليا خضراء
Pommes Noisette/ بطاطا على طريقة نوازيت
Salade Royale/ سلطة على الطريقة الملكية
* * *
Pommes Noisette/ كعكة المثلجات الكروية على طريقة الأميرة إليزابيث
Friandises / قطع حلويات صغيرة مسكّرة
* * *
الحلوى
* * *
كافيه/ قهوة
عوضاً عن ذلك، قدم قصر باكنغهام لضيوفه مأدبة غداء متواضعة من خمسة أطباق. فسَّرت مُؤرِّخة الطعام آن غراي ذلك بأن قائمة الطعام: "كانت موضوعة بعناية" والتزمت بالقواعد الصارمة التي وضعتها وزارة الغذاء البريطانية "مع تجاهل حقيقة أن تلك القيود لم تكن تنطبق على العائلة الملكية في واقع الأمر".
كان طاهي العائلة الملكية، الشيف دارين ماكغريدي، قد نشر تغريدة على موقع تويتر أرفق معها صورة لقائمة طعام الإفطار الخاص بحفل زفاف الملكة إليزابيث وفيليب مونتباتن في عام 1947، والمذكورة أعلاه، وقال معلقّاً: "هذا الأسبوع، تحتفل جلالة الملكة والأمير فيليب بالذكرى البلاتينية لزواجهما، ويصادف أن لديّ الوصفات الأصلية التي تمكنني من أن أعيد إعداد تلك القائمة مرة أخرى" مع وسمين، بعنوان "الذكرى البلاتينية لزواج جلالة الملكة" و"تاريخ".
The Queen and Prince Philip celebrate their platinum wedding anniversary next week. I have the original recipes to recreate the menu #PlatinumWedding #History pic.twitter.com/scgAshVJvP
— The Royal Chef (@DarrenMcGrady) November 15, 2017
وبطبيعة الحال، كانت العائلة الملكية في ذلك الوقت لا تزال تمتلك من المزارع وحدائق المطبخ ما يمدُّها بكل ما تحتاجه من اللحوم والفاكهة والخضراوات، على عكس الغالبية العظمى من رعاياها.
مع ذلك، كان يجب أن تظهر العائلة المالكة بمظهر الملتزم بقواعد السلوك.
في هذا الصدد، قالت المؤرخة آن غراي: "اختيارهم لطائر الحجل كان خياراً ذكياً؛ لأنه من لحم الطرائد، مما يعني أنه لم يكن واحداً من الأطعمة الخاضعة لنظام توزيع الغذاء بالبطاقات، إلى جانب أنه كان من السهل الحصول عليه من أراضي الصيد الواسعة التابعة لقلعة بالمورال".
وفي الوقت نفسه، جاءت كعكة زواج العروسين مكونة من أربع طبقات، بارتفاع 274 سنتيمتراً، حتى إنه قد أُطلق عليها اسم "كعكة الـ16 ألف كيلومتر". يرجع ذلك إلى أن العديد من مكونات تلك الكعكة كان هبةً من منظمة مرشدات أستراليا؛ بما أن نظام توزيع الغذاء بالبطاقات كان لا يزال مطبقاً بصرامة على الفواكه المجففة والسكر والزبد في بريطانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
لكن حين تقدّم الأمير تشارلز لخطِبة الليدي ديانا سبنسر، كانت سياسة التقشف السابقة قد باتت مجرد ذكرى طوتها الأيام.
وسرعان ما لُقِّبَت مراسم زواجهما الوشيكة باسم "حفل زفاف القرن العشرين"، واحتشد أكثر من 3500 ضيف في كاتدرائية القديس بولس بالعاصمة البريطانية لندن لمشاهدة "عروسيّ الأحلام" يتبادلان عهود الزواج.
واحتفالاً بزواج وريث العرش، أقامت العائلة الملكية مأدبةً من أربعة أطباق استضافتها جلالة الملكة بنفسها في قصر باكنغهام.
حفل زفاف الأمير تشارلز والليدي ديانا سبنسر، 1981
قائمة الطعام
Quenelles de Barbue Cardinal / كونيل سمك البريل مع صلصة سرطان البحر
* * *
Supreme de Volaille Princess de Galles/ قطع الدجاج المخلي المُعد على طريقة
أميرة ويلز (صدور دجاج محشوة مع صلصة موس الحمل)
Fèves au Beurre/ فاصوليا بالزبد
Maïs à la crème/ حساء الذرة بالقشدة
Pommes Nouvelles/ بطاطا جديدة
* * *
Salade/ سلطة
* * *
Fraises/ فراولة
Crème Caillée/ قشدة مخثرة
ومن جانبها، ترى المؤرخة والكاتبة المتخصصة بالطعام، أنجيلا كلوتون، أن قائمة الطعام السابقة تعكس ازدواجية حقيقة أن العروسين كانا لا يزالان في مقتبل العمر، إذ كانت الأميرة ديانا تبلغ من العمر 20 عاماً فقط وقت زفافها، وحقيقة أن مستقبل العائلة المالكة كمنظومة تاريخية عريقة يقع على عاتقهما.
إذ قالت في تصريح أدلت به لموقع هاف بوست النسخة الأميركية: "من المثير للاهتمام كيف أن قائمة الطعام تلك قد حافظت على التقليد المتبع في حفلات الزفاف الملكية، بأن تكون باللغة الفرنسية، وأن تسمى الأطباق فيها تيمناً بالعروسين".
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه العادة هي عادة معروفة بين أفراد العائلة المالكة والطبقة الأرستقراطية البريطانية منذ زمن طويل؛ إذ إن الأطباق التي قُدِّمَت في مآدب زفاف الملكة إليزابيث والملك جورج السادس كانت تحمل أسماء أفراد العائلة المالكة أيضاً.
واستطردت أنجيلا كلوتون قائلةً: "وهذا هو ما يجعل اختيار قائمة الطعام هذه متماشياً مع تقاليد العائلة المالكة أكثر من أي حفل زفاف آخر في ذلك الوقت".
وأضافت قائلةً: "لكن من الناحية الأخرى، لا شك أن قائمة الطعام هذه أبسط من قوائم الطعام المقدّمة في الأجيال السابقة، فضلاً عن أن عدد الأطباق بها أقل من ذي قبل".
واختتمت بقولها: "وهذا بالتأكيد يدل على أن العائلة المالكة قد بدأت تتبع نهجاً أكثر مواكبةً للعصر".
بلغ هذا الأمر حداً وصلت معه مراسم زواج الأمير تشارلز وكاميلا باركر باولز في عام 2005 إلى حال أكثر تحفظاً بكثير، مقارنةً بمراسم الزواج الباذخة السابقة.
فقد كان حفل زفافهما عبارة عن مراسم زواج مدنية أُقيمت في مبنى بلدية ويندسور، المعروف باسم ويندسور غيلدهول، في غياب الملكة، تلاه مباركة العروسين وحفل استقبالهما في قلعة ويندسور؛ وهي مراسم بعيدة كل البعد عن مراسم زفاف الأمير تشارلز من زوجته الأولى الأميرة ديانا في كاتدرائية القديس بولس التي شاهدها ما يزيد على 750 مليون شخص من جميع أنحاء العالم.
وبما أن الأميرة ديانا، التي كانت تحظى بحب الشعب البريطاني لدرجة أنها عُرِفَت بـ"أميرة الشعب"، كانت قد أفصحت علناً عن تفاصيل العلاقة بين زوجها الأمير تشارلز والدوقة كاميلا، ووصفتها وصفاً مؤثراً قبل وفاتها، فقد انقسم الرأي العام البريطاني ما بين مؤيد ومعارض لخبر زواج الأمير ثانيةً.
مما جعل العروسين بدورهما يختاران إقامة حفل زفاف أكثر تواضعاً وخصوصية، وظهر قرارهما هذا في اختيارهما لقائمة طعام مأدبة الإفطار الخاصة بحفل زفافهما، وهي كالآتي:
حفل زفاف الأمير تشارلز وكاميلا باركر باولز، 2005
قائمة الطعام *
أولاً، الشطائر:
شطائر خبز الحبوب الكاملة بالبيض والجرجير
شطائر الخبز البني بالسلمون المدخن
شطائر خبز الدقيق الأبيض ولحم الغزال المشوي
وصلصة توت بالمورال البري والنبيذ الهلامية
Roast venison with Balmoral redcurrant and port jelly on white bread
ثانياً، الشطائر المفتوحة:
شطيرة لحم الغزال المشوي وصلصة توت بالمورال البري الهلامية
لفائف الخبز الطرية المحشوة بالقريدس المطبوخ في قدر
ثالثاً، المقبلات الساخنة
معجنات كورنوال صغيرة
معجنات نباتية صغيرة
كعكات صغيرة بالخضراوات المشوية وجبن البارميزان
رابعاً، المعجنات الصغيرة
قطع حلوى الموز والكراميل
كعكات صغيرة بالفراولة
حلوى الفادج والموكا المغطاة بطبقة من الشوكولاتة اللامعة
كعكات الليمون المكرمل
كعكات مدورة صغيرة عادية محشوّة بالقشدة المخثرة على طريقة كورنوال
ومربى الفراولة الدوقية
كعكة الفراولة المعدّة في القدر المزدوج
أقماع المثلجات الصغيرة
وتعليقاً على قائمة الطعام السابقة، قال غرانت هارولد، كبير خدم العائلة الملكية سابقاً وأحد الضيوف الذين حضروا حفل الزفاف، للنسخة البريطانية لهاف بوست: "أغلب أصناف قائمة الطعام كانت عبارة عن مقبلات ومشروبات".
ففي حركة جريئة تبتعد عن التقليد المتبّع في حفلات الزفاف الملكية، والمتمثل في إقامة مأدبة غداء في قصر باكنغهام، قُدّم للضيوف مأدبة مفتوحة حافلة بالأصناف الإنكليزية القديمة والجذابة من الشطائر والكعكات المدورة الصغيرة ومعجنات كورنوال الصغيرة.
واستأنف هارولد حديثه قائلاً: "كان حفل الزفاف يتمتع بطابع هادئ للغاية".
وقال مفسرّاً: "كان الأمر مدهشاً في الواقع: كنت أتبادل الحديث مع أحد أفراد العائلة المالكة، ثم مع أحد المشاهير بعدها بقليل. كان الأمر مذهلاً".
ثم أتى زواج الأمير ويليام من كاثرين ميدلتون في عام 2011، ليعلن ميلاد العائلة الملكية في ثوبها المعاصر، وقائمة الطعام المعاصرة، بطبيعة الحال.
وبما أن المُعلِّقين الملكيين كانوا يرون أن الزوجين يملكان نفس درجة "القرب من عامة الشعب" التي كانت تتمتع بها الأميرة ديانا والدة الأمير ويليام، فقد رحبوا بزواجهما باعتباره فرصةً كي تبتعد العائلة المالكة عن صورتها كمنظومة شديدة التحفظ والتزمت لدى عامة الشعب.
لكن قائمة الطعام لم تأتِ لتعكس عظمة مراسم زواج العروسين في دير ويستمنستر، التي لم تخفَ على أحد، ولا قائمة المدعوين للحفل الحافلة بألمع النجوم، بقدر ما جاءت لتعكس مظهر كيت وويليام المواكب للعصر، في مأدبة إفطار مكونة من خمسة أطباق "من أفضل أكلات المطبخ البريطاني"، وقد طُبعت القائمة باللغة الإنكليزية فقط، وهي كما يلي:
حفل زفاف الأمير ويليام وكاثرين ميدلتون، 2011
قائمة الطعام
شرائح سلمون جزيرة أوست الجنوبية المتبل بالخل، سلطعون خليج لايم مع الكركند
النرويجي من جزر الهيبريدز، سلطة الأعشاب الطازجة
* * *
شريحة لحم الحمل من قرية ماي بشمال منطقة هايلاند
لحم الحمل العضوي الممتاز، خضراوات الربيع من منزل هايغروف، الهليون على الطريقة الإنكليزية، بطاطا جيرسي رويال، صلصة ويندسور
* * *
طبق ثلاثي من مثلجات بيركشاير بالعسل وكعكة النبيذ والقشدة
وحلوى الشوكولاته المجمدة
* * *
قهوة أو شاي نعناع طازج
جدير بالذكر أن كتابة قوائم الطعام باللغة الفرنسية هو تقليد متبع منذ زمن طويل، يعود إلى الغزو النورماندي لإنكلترا في القرن الحادي عشر الميلادي، حين كانت اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للبلاط الملكي.
لكن حتى وإن كانت لغة قوائم الطعام قد عادت لتصبح اللغة الإنكليزية مرة أخرى، يظل الاعتقاد السائد وسط دوائر الأرستقراطيين هو أن النمط الفرنسي يعد المطبخ الأرفع مقاماً، وفقاً لعالمة أنثروبولوجيا الطعام كاوري أوكونور.
وقد فسّر كبير خدم العائلة المالكة سابقاً، غرانت هارولد، ذلك بقوله: "حين تقرر جلالة الملكة إقامة مأدبة عشاء في قصر باكنغهام، تكون قائمة الطعام باللغة الفرنسية عادةً".
واستكمل حديثه قائلاً: "وحين أقامت جلالة الملكة والدوق مأدبة العشاء التالية لمراسم زفاف أمير وأميرة ويلز، أقاماها حسب نمطهما؛ وكانت قوائم الطعام مكتوبة باللغة الفرنسية".
أما بخصوص ذكر الوصف الدقيق لأصول مكونات الأطباق في قائمة طعام حفل زفاف الأمير ويليام وكاثرين ميدلتون، فقد أضاف كبير الخدم سابقاً مفسراً: "لقد كان الهدف من ذلك هو أن تأتي قائمة الطعام مواكبةً للعصر، وأن تروِّج لأفضل أكلات المطبخ البريطاني".
الأمير هاري وميغان ماركل، 2018
ومع اقتراب يوم الأمير هاري وميغان ماركل المهم، المزمع إقامته الصيف القادم، بدأ ترقب ما سيقدمان في ذلك اليوم يزداد حدةً شيئاً فشيئاً.
في هذا الصدد، يقول ريتشارد فيتزويليام، وهو معلّق ملكي ذو باع طويل: "ميغان عروس ملكية فريدة من نوعها للغاية: فهي أميركية الجنسية، ومطلقة، ومختلطة الأعراق، وممثلة، وناشطة حقوقية".
وبما أن الأمير هاري هو الوريث الخامس للعرش، فمن المرجح أن يكون هو وعروسه متحكمين في تخطيط مراسم زواجهما أكثر من شقيقه ويليام وزوجته كيت في مراسم زواجهما عام 2011، التي كانت عبارة عن مناسبة شبه رسمية بدورها، على حد قول فيتزويليامز.
وتتوقع كاوري أوكونور، الأكاديمية بكلية جامعة لندن البريطانية، أن يظهر هذا جلياً في مأدبة الإفطار الخاصة بحفل الزفاف.
إذ قالت مستطردةً: "ميغان شخصية مثيرة للاهتمام، وتشتهر بآرائها الغريبة فيما يتعلق بالطعام وباهتمامها بتناول الطعام الصحي".
وأضافت: "إلى أي حد سيظهر هذا في قائمة طعام مأدبة زفافها؟ لا أدري، وإن كنت أتوقع بالتأكيد وجود عنصر أميركي ما في مكونات الطعام تكريماً لها".
واختتمت حديثها قائلةً: "قد يكون هذا العنصر الأميركي طعاماً محلياً ما، أو طعاماً مفضلاً لعائلتها، أو ربما يكون طعاماً يحمل معنى شخصي للعروسين".
- هذا الموضوع مترجم عن النسخة البريطانية لهاف بوست. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/2018/02/08/story_n_19182718.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات