وصول رئيس الصومال إلى القاهرة بعد دعوة رسمية متكررة من قِبَل نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، مرة من شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء في شهر مايو/أيار على هامش مؤتمر لندن الدولي بشأن دعم الصومال، ومرة أخرى يجدد إبراهيم محلب مساعده للمشروعات القومية والاستراتيجية عن طريق رئيس الوزراء حسن علي خيري، على هامش مشاركته بأعمال القمة الإفريقية في أديس أبابا.
كل هذه التحركات الدبلوماسية تشير إلى رغبة القاهرة في توطيد علاقتها مع الرئيس فرماجو المنتخب في شهر فبراير/شباط الماضي بعد انتخابات حرة ونزيهة، وكان السيسي أول المهنئين بفوز فرماجو بعد العاهل السعودي الملك سلمان.
جاءت زيارة فرماجو إلى القاهرة في وقت تحاصر فيه دول خليجية ومصر دولة قطر، بينما يشهد البيت الخليجي نوعاً من الركود السياسي، حاولت دول الحصار وتابعوها بغير إحسان إغراء الصومال لاتخاذ موقف مماثل من الأزمة الخليجية، لكن اللباقة والحنكة السياسية التي يمتلكها الرئيس محمد فرماجو، والحكومة الصومالية في سياساتها الخارجية اختارت مبدأ الحياد ومخالفة سياسة التبعية التي اشتهر بها النظام السابق دون مراعاة المصالح الصومالية الخارجية، وستكون هذه نهاية مسلسل التطبيل والأجندات الخارجية.
كان من الواضح أن الصومال تعرضت لضغوطات خليجية حيال موقفها من الأزمة الخليجية لقطع علاقاتها مع قطر، لكن تمسك الصومال بموقف الحياد زاد الرصيد للدبلوماسية الصومالية.
لم يؤثر موقف الصومال من الأزمة الخليجية في محادثات الرئيسين ولا موقفها من جماعة الإخوان المسلمين التي في قاموس الصومال حركة سياسية إسلامية معتدلة، بينما الدول التي حاصرت قطر تحظرها وتصنفها بقائمتها الإرهابية.
العلاقات المصرية - الصومالية
شهدت الدبلوماسية المصرية انطلاقة كبيرة صوب الصومال، مع الزيارة التاريخية التي قام بها وزير خارجيتها محمد كامل عمرو للصومال عام 2013م، والتي تعد الأولى منذ أكثر من عشرين عاماً، وأعاد فتح السفارة المصرية في مقديشو، بعدما كانت السفارة المصرية في نيروبي تدير مصالحها هناك.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الخارجية المصرية تريد فعلاً إعادة ترميم علاقة قوية راسخة مع مقديشو، بعدما كانت حاضرة في فترة التقلبات السياسية في الصومال، لكن الجهود المصرية للمصالحة عام 1997م في القاهرة لجمع معظم قادة الفصائل لإنهاء الصراع والخلافات السياسية باءت بالفشل، ولكنه إنجاز مصري يذكره تاريخ الصومال الحديث.
حرص مصر الشديد على المشاركة في كافة المؤتمرات الدولية والاجتماعات التي يتم من خلالها بحث الأزمة الصومالية، مثل مؤتمر الخرطوم عام 2006م، ومؤتمر جيبوتي عام 2008م، واجتماعات مجموعة الاقتصاد الدولية التي تعنى بالمشكلة الصومالية في كمبالا عام 2011م، ومؤتمر لندن حول الصومال عام 2017م، يفيد بأن القاهرة جاهزة لبناء عهد جديد مع الصومال يسوده الاحترام وتبادل المصالح المشتركة، لكن عدم الاستقرار السياسي في الصومال ألقى بكل هذه الجهود إلى الهاوية.
بعض الخبراء يرون أن عدم الاستقرار السياسي في الصومال له تأثيرات مباشرة مع مصالح مصر في المنطقة، وبالأخص تأمين الملاحة في قناة السويس عبر باب المندب والبحر الأحمر، ولذا فإن من مصلحة مصر أن تجدد علاقتها التعاونية مع الصومال؛ لتسيطر على سواحلها، والقضاء على ظاهرة القرصنة.
الجدير بالذكر أن الرئيس فرماجو زار إثيوبيا -قبل مصر- في مايو/أيار الماضي بعد دعوة رسمية من رئيس الوزراء ديسالين، واتفقا على التعاون المشترك، وحسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون الداخلية، في حين أن إثيوبيا تهدد الأمن المائي الصومالي بإقامة أربعة سدود على نهري شبيلي وجوبا اللذين يشكلان مصدر المياه الصومالية، وما زالت عازمة على إقامة مزيد من السدود، وتعاني مصر نفس المشكلة بإقامة إثيوبيا سد النهضة على نهر النيل، كلتا الحالتين تقاسمهما الصومال ومصر تجاه إثيوبيا، لكن التوازن الدبلوماسي الصومالي بين القاهرة وأديس أبابا لا يدفعها إلى أزمة مياه النيل بين مصر وإثيوبيا.
عبد الفتاح السيسي يستقبل محمد فرماجو
تركزت المباحثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها، ومن بين هذه الملفات محاربة الإرهاب، ومواصلة مصر تقديم كل الدعم للصومال خلال المرحلة القادمة، وبالأخص بناء وترسيخ مؤسسات الدولة، ولا سيما بناء جيش الوطن وبناء القدرات والكفاءات للقوات المسلحة الصومالية.
كما أطلع الرئيس فرماجو نظيره المصري على آخر المستجدات في الوضع الداخلي، والجهود الجبارة التي يقدمها نحو صومال مستقر ومزدهر.
كما أكد السيسي أن موقف مصر ثابت من وحدة وسيادة الأراضي الصومالية.
وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن اهتمام مصر بمتابعة تفعيل التعاون الثنائي على الأصعدة الاقتصادية والتجارية في مجالات صيد الأسماك والثروة الحيوانية.
تاريخياً، العلاقات الاقتصادية الصومالية المصرية كانت قوية ومبنية على تبادل المنافع ومنهجية التعاون، وكانت تشكل أهمية استراتيجية كبيرة لكلا البلدين، سواء في جوانبها الاقتصادية حيث إمكانيات وفرص التعاون في مجال المشروعات والاستثمارات المشتركة وفتح أسواق جديدة للسلع بين البلدين.
وأكد من جانبه الرئيس الصومالي محمد فرماجو أن بلاده جاهزة لأي استثمارات مصرية في ناحية الزراعة والصيد والطاقة، ولأن الصومال في الوقت الراهن استقر سياسياً وأمنياً وحققت حكومته إنجازاً كبيراً في جميع الأقاليم.
وأهم الاتفاقيات بين البلدين اتفاقية التجارة 1961م و1978م، واتفاقية التعاون الثقافي 1961م، واتفاقية النقل الجوي 1974م، واتفاقية التعاون الاقتصادي 1982م، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات 1982م، وبروتوكول تعاون بين اتحادي الإذاعة والتلفزيون 1983م، وبروتوكول تعاون بين معهد الدراسات الدبلوماسية في مصر ومعهد الدراسات الدبلوماسية بالصومال 1989م، وبرنامج تنفيذي ثقافي علمي بين البلدين بين 2005 و2007م.
لقاء الرئيس فرماجو وشيخ الأزهر
مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب كانت من أهم النقاط التي تطرق لها الرئيس فرماجو مع لقائه بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأشاد بمكانة الأزهر الشريف بين الصوماليين، معرباً في الوقت ذاته عن أن الأزهر يمكن أن يلعب دوراً مهماً في توعية الشباب الصومالي، بالتنسيق مع علماء الصومال لمحاربة أسس أيديولوجية التطرف وأفكار الإرهاب، وتشير كل الدلالات إلى أن الفكر المتطرف لا يواجه إلا بالفكر المعتدل.
وأكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن المؤسسة ستزيد عدد المنح التي تقدمها للطلاب الصوماليين إلى 50%، بالإضافة إلى افتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية في العاصمة مقديشو.
الجالية الصومالية في مصر ترحب بالرئيس فرماجو
ترحيب جماهيري بالرئيس فرماجو بين الجالية الصومالية في مصر يشير إلى مدى اقتناع المجتمع الصومالي بانتخابه وسياسته الشريفة التي يحكم بها البلد، واستعرض الرئيس محمد فرماجو آخر مستجدات الأوضاع الداخلية والجهود الكثيفة التي تبذلها الحكومة لإيجاد حلول مستدامة للمشاكل الاجتماعية في الصومال.
وشارك الرئيس الصومالي السابق عبد القاسم صلاد حسن في مناسبة ترحيب الرئيس، وبارك الجهود المشكورة للرئيس على خدمة وطنه.
من جانبها، أكدت السفارة الصومالية في القاهرة أنها تكافح شبكات تهريب البشر في جميع أنحاء مصر والتزامها في مهامها بعدما شدد الرئيس على ضرورة التعاون بين السفارة والجالية.
كل هذه التحركات الدبلوماسية تشير إلى رغبة القاهرة في توطيد علاقتها مع الرئيس فرماجو المنتخب في شهر فبراير/شباط الماضي بعد انتخابات حرة ونزيهة، وكان السيسي أول المهنئين بفوز فرماجو بعد العاهل السعودي الملك سلمان.
جاءت زيارة فرماجو إلى القاهرة في وقت تحاصر فيه دول خليجية ومصر دولة قطر، بينما يشهد البيت الخليجي نوعاً من الركود السياسي، حاولت دول الحصار وتابعوها بغير إحسان إغراء الصومال لاتخاذ موقف مماثل من الأزمة الخليجية، لكن اللباقة والحنكة السياسية التي يمتلكها الرئيس محمد فرماجو، والحكومة الصومالية في سياساتها الخارجية اختارت مبدأ الحياد ومخالفة سياسة التبعية التي اشتهر بها النظام السابق دون مراعاة المصالح الصومالية الخارجية، وستكون هذه نهاية مسلسل التطبيل والأجندات الخارجية.
كان من الواضح أن الصومال تعرضت لضغوطات خليجية حيال موقفها من الأزمة الخليجية لقطع علاقاتها مع قطر، لكن تمسك الصومال بموقف الحياد زاد الرصيد للدبلوماسية الصومالية.
لم يؤثر موقف الصومال من الأزمة الخليجية في محادثات الرئيسين ولا موقفها من جماعة الإخوان المسلمين التي في قاموس الصومال حركة سياسية إسلامية معتدلة، بينما الدول التي حاصرت قطر تحظرها وتصنفها بقائمتها الإرهابية.
العلاقات المصرية - الصومالية
شهدت الدبلوماسية المصرية انطلاقة كبيرة صوب الصومال، مع الزيارة التاريخية التي قام بها وزير خارجيتها محمد كامل عمرو للصومال عام 2013م، والتي تعد الأولى منذ أكثر من عشرين عاماً، وأعاد فتح السفارة المصرية في مقديشو، بعدما كانت السفارة المصرية في نيروبي تدير مصالحها هناك.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الخارجية المصرية تريد فعلاً إعادة ترميم علاقة قوية راسخة مع مقديشو، بعدما كانت حاضرة في فترة التقلبات السياسية في الصومال، لكن الجهود المصرية للمصالحة عام 1997م في القاهرة لجمع معظم قادة الفصائل لإنهاء الصراع والخلافات السياسية باءت بالفشل، ولكنه إنجاز مصري يذكره تاريخ الصومال الحديث.
حرص مصر الشديد على المشاركة في كافة المؤتمرات الدولية والاجتماعات التي يتم من خلالها بحث الأزمة الصومالية، مثل مؤتمر الخرطوم عام 2006م، ومؤتمر جيبوتي عام 2008م، واجتماعات مجموعة الاقتصاد الدولية التي تعنى بالمشكلة الصومالية في كمبالا عام 2011م، ومؤتمر لندن حول الصومال عام 2017م، يفيد بأن القاهرة جاهزة لبناء عهد جديد مع الصومال يسوده الاحترام وتبادل المصالح المشتركة، لكن عدم الاستقرار السياسي في الصومال ألقى بكل هذه الجهود إلى الهاوية.
بعض الخبراء يرون أن عدم الاستقرار السياسي في الصومال له تأثيرات مباشرة مع مصالح مصر في المنطقة، وبالأخص تأمين الملاحة في قناة السويس عبر باب المندب والبحر الأحمر، ولذا فإن من مصلحة مصر أن تجدد علاقتها التعاونية مع الصومال؛ لتسيطر على سواحلها، والقضاء على ظاهرة القرصنة.
الجدير بالذكر أن الرئيس فرماجو زار إثيوبيا -قبل مصر- في مايو/أيار الماضي بعد دعوة رسمية من رئيس الوزراء ديسالين، واتفقا على التعاون المشترك، وحسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون الداخلية، في حين أن إثيوبيا تهدد الأمن المائي الصومالي بإقامة أربعة سدود على نهري شبيلي وجوبا اللذين يشكلان مصدر المياه الصومالية، وما زالت عازمة على إقامة مزيد من السدود، وتعاني مصر نفس المشكلة بإقامة إثيوبيا سد النهضة على نهر النيل، كلتا الحالتين تقاسمهما الصومال ومصر تجاه إثيوبيا، لكن التوازن الدبلوماسي الصومالي بين القاهرة وأديس أبابا لا يدفعها إلى أزمة مياه النيل بين مصر وإثيوبيا.
عبد الفتاح السيسي يستقبل محمد فرماجو
تركزت المباحثات حول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها، ومن بين هذه الملفات محاربة الإرهاب، ومواصلة مصر تقديم كل الدعم للصومال خلال المرحلة القادمة، وبالأخص بناء وترسيخ مؤسسات الدولة، ولا سيما بناء جيش الوطن وبناء القدرات والكفاءات للقوات المسلحة الصومالية.
كما أطلع الرئيس فرماجو نظيره المصري على آخر المستجدات في الوضع الداخلي، والجهود الجبارة التي يقدمها نحو صومال مستقر ومزدهر.
كما أكد السيسي أن موقف مصر ثابت من وحدة وسيادة الأراضي الصومالية.
وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن اهتمام مصر بمتابعة تفعيل التعاون الثنائي على الأصعدة الاقتصادية والتجارية في مجالات صيد الأسماك والثروة الحيوانية.
تاريخياً، العلاقات الاقتصادية الصومالية المصرية كانت قوية ومبنية على تبادل المنافع ومنهجية التعاون، وكانت تشكل أهمية استراتيجية كبيرة لكلا البلدين، سواء في جوانبها الاقتصادية حيث إمكانيات وفرص التعاون في مجال المشروعات والاستثمارات المشتركة وفتح أسواق جديدة للسلع بين البلدين.
وأكد من جانبه الرئيس الصومالي محمد فرماجو أن بلاده جاهزة لأي استثمارات مصرية في ناحية الزراعة والصيد والطاقة، ولأن الصومال في الوقت الراهن استقر سياسياً وأمنياً وحققت حكومته إنجازاً كبيراً في جميع الأقاليم.
وأهم الاتفاقيات بين البلدين اتفاقية التجارة 1961م و1978م، واتفاقية التعاون الثقافي 1961م، واتفاقية النقل الجوي 1974م، واتفاقية التعاون الاقتصادي 1982م، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات 1982م، وبروتوكول تعاون بين اتحادي الإذاعة والتلفزيون 1983م، وبروتوكول تعاون بين معهد الدراسات الدبلوماسية في مصر ومعهد الدراسات الدبلوماسية بالصومال 1989م، وبرنامج تنفيذي ثقافي علمي بين البلدين بين 2005 و2007م.
لقاء الرئيس فرماجو وشيخ الأزهر
مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب كانت من أهم النقاط التي تطرق لها الرئيس فرماجو مع لقائه بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأشاد بمكانة الأزهر الشريف بين الصوماليين، معرباً في الوقت ذاته عن أن الأزهر يمكن أن يلعب دوراً مهماً في توعية الشباب الصومالي، بالتنسيق مع علماء الصومال لمحاربة أسس أيديولوجية التطرف وأفكار الإرهاب، وتشير كل الدلالات إلى أن الفكر المتطرف لا يواجه إلا بالفكر المعتدل.
وأكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن المؤسسة ستزيد عدد المنح التي تقدمها للطلاب الصوماليين إلى 50%، بالإضافة إلى افتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية في العاصمة مقديشو.
الجالية الصومالية في مصر ترحب بالرئيس فرماجو
ترحيب جماهيري بالرئيس فرماجو بين الجالية الصومالية في مصر يشير إلى مدى اقتناع المجتمع الصومالي بانتخابه وسياسته الشريفة التي يحكم بها البلد، واستعرض الرئيس محمد فرماجو آخر مستجدات الأوضاع الداخلية والجهود الكثيفة التي تبذلها الحكومة لإيجاد حلول مستدامة للمشاكل الاجتماعية في الصومال.
وشارك الرئيس الصومالي السابق عبد القاسم صلاد حسن في مناسبة ترحيب الرئيس، وبارك الجهود المشكورة للرئيس على خدمة وطنه.
من جانبها، أكدت السفارة الصومالية في القاهرة أنها تكافح شبكات تهريب البشر في جميع أنحاء مصر والتزامها في مهامها بعدما شدد الرئيس على ضرورة التعاون بين السفارة والجالية.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
المصدر : http://www.huffpostarabi.com/abdifatah-ahmed-ali-ahmed/story_b_17836784.html?utm_hp_ref=arabi&ir=Arabi
تعبيراتتعبيرات